الوطنيون اجلدد
الجماعات اإلسالموية وأتباعها ومـريـدوهـا؛ ال تعييهم الحيل واألسـالـيـب لتنفيذ أجندتهم، فتجد أن تكتيكهم وخطابهم يتبدل ويتغير على حسب املناخات السياسية، فينحنون أحيانا ويتراجعون أحيانا أخرى وكل مرحلة لها مفرداتها وخطابها املـوجـه للجماهير، وخير مثال على ذلك طبيعة الحراك الحزبي لجماعة اإلخوان املسلمني إبـان حكم الجماعة في مصر، وكيف كان إخـوان الخليج متنمرين على خصومهم، يشنون الحمالت املنظمة ضدهم ويصفونهم بأبشع األوصـــاف وأقــذرهــا، ومــا أن تهاوت عروش الجماعة وبدأت تفقد مواقعها، وبعد تحرك دول الخليج الـجـدي والــصــارم ضـد املـوالـني لها واملتعاطفني مـعـهـا حــتــى تــراجــعــت الـــكـــوادر والـــقـــيـــادات وتــخــلــوا عن النفس النضالي املزعوم، وما أن بـدأت األزمـة مع النظام القطري الغاشم وبــدأت أجــزاء مـن ملفات أولـئـك العمالء وتكشفت عالقاتهم مع النظام القطري حتى تعالت بعض أصوات كوادر جماعة اإلخوان املسلمني مدافعة بشكل غير مباشر عن نظام الحكم بقطر من خـالل مهاجمة األقالم الوطنية الـتـي تـدفـع أذى تلك الــدولــة الباغية وانتهجت األقالم الحزبية طريقا ملتويا كعادتها بأن أطلقت عليهم أوصــافــا مــن أجـــل إسـقـاطـهـم وتــدنــيــس جــهــودهــم بأنهم يشقون اللحمة الوطنية ويسعون إلى الفتنة، وكـان آخر تلك الشعارات (الوطنيون الجدد) والهدف هو أن يشعر كل كاتب وطني بالخجل من أن يدافع عن وطنه ويذود عــن حـيـاضـه حـتـى ال يـسـقـطـوا ذلــك الــشــعــار عليه تماما كشعار (وطـنـجـيـة) الــذي عــايــروا بـه الـكـتـاب والناشطني من أجـل أنهم تـجـرأوا ودافـعـوا عن وطنهم كما يفعل كل البشر فـي هــذا الـكـوكـب، إن هــدف األبـــواق اإلخـوانـيـة هو تخفيف الضغط على الــدوحــة عـن طـريـق إرهـــاب األقالم الوطنية والحيلولة دون أن يكشفوا بقية امللفات، خوفا على أقطاب الحكم في قطر، وخوفا على أنفسهم حتى ال تتكشف أوراقهم وخياناتهم ألوطانهم وكيف أنهم كانوا يوالون حزبا متطرفا على حساب وطنهم، واملصيبة أنهم لــم يتعلموا حـتـى اآلن مــن مـعـاركـهـم الـسـابـقـة بــأن هناك فئة مـن الكتاب واملفكرين واملثقفني ال يمكن أن يغمدوا أقالمهم أو أن يخضعوا لالبتزاز والتخويف وال تغريهم (الـجـزرة) كما أغـرت كـوادر الجماعة فباعوا أوطانهم بثمن بخس، رياالت.