Okaz

هل اعتدى عليك من ادعى عليك؟

-

يـشـهـد الـــواقــ­ـع االفــتــر­اضــي حــراكــا ثـقـافـيـا ال يخلو مـن االخـتـاف الــذي تحركه نزعة الجهل والتحامل وغـــريـــ­زة االنـــتــ­ـقـــام أحـــيـــا­نـــا، ومــــع إقــــــرا­ر الــكــثــ­يــر من األنــظــم­ــة الــتــي تـحـمـي حــقــوق الــفــرد وخــاصــة نظام الــجــرائ­ــم املــعــلـ­ـومــاتــي­ــة، رأيــنــا مــن يــهــدد ويستقوي ويـتـوعـد بـمـقـاضـا­ة اآلخـــر، حينها نـــدرك كــم أصبح اختافنا اختافا سلبيا، حتى أن العقوبات ال تحقق أهدافها في تحسني سلوك الفرد طاملا أنها تستخدم للتخويف والقمع أكثر منها وسيلة لضبط السلوك. تأخذ اإلشكالية االجتماعية وجهني في هـذا األمر، فمن جهة نجد صعوبة في تقبل الفرد الذي لم ينشأ على ثقافة الحقوق واحترام اآلخر، ومن جهة أخرى فإن البعض من الناس ال يقر بالخطأ وال يعتذر عنه، بل يتصلب في موقفه لشعوره باالنتقاص من قيمة ذاتـــه إن فــعــل، وبـالـتـال­ـي يـظـن بــأن مــن ادعـــى عليه.. اعـتـدى عليه فـي الـوقـت نفسه، وهـو املـوقـف السلبي الـــذي يـــؤزم معالجة املـشـكـات ويـعـقـد الـطـريـقـ­ة إلى حلها، فيطغى االعتداد بالنفس في ردة الفعل على إدراك الخطأ واالعتذار عنه. إذا كنا نطلب التسامح من أحد األطراف، فإن االعتراف بالخطأ يعد مطلبا حضاريا من الطرف اآلخر، وإذا كان أحدنا يضمن موقفه من كسب قضية ما فيجب أن يــأتــي ذلـــك عــلــى سـبـيـل تـصـحـيـح الــخــطــ­أ لآلخر وتقويم سلوكه وليس على سبيل االنتقام منه، ألن ذلك يسهم في تقبل اآلخر للعقوبة التي وقعت عليه وتعكس مدى استعداده ملعالجة أخطائه. وضعت األنظمة لتنظيم التعامات ولتخلق ثقافة الوعي الحقوقي بني الناس التي تجعل الفرد يعرف حــدوده فـي حـق نفسه وفــي حقوق اآلخــريــ­ن، فـا بد من أن نتعامل معها وبها بما يحقق تلك األهداف ال التناقض معها، وسنضع في تصورنا أن من يتعامل بالنظام قد وصل إلى مرحلة جيدة من الوعي، لكن مسؤوليته تـأتـي فــي املساهمة بترسيخها كثقافة يصورها بتعامله أمام اآلخرين.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia