كيف حمت «املظلة القطرية» أردنيي القاعدة؟
تــتــكــشــف يـــومـــًا بــعــد يــــوم عــالقـــة قــطــر الــجــلــيــة بالتنظيمات اإلرهــابــيــة، إذ لــم يـعـد خفيًا تـمـويـل ودعـــم الــدوحــة تنظيمات متطرفة باملال والسالح، ولم يتوقف دعم الدوحة املـادي لتلك التنظيمات، بيد أنها سهلت لهم حرية الحركة والتنقل، حتى أصبحت «املظلة» التي يحتمي بها اإلرهـابـيـون فـي املنطقة. ووسط معطيات تؤكد أن الريح التي تزرعها الدوحة ال يمكن أن تحصد سـوى عاصفة، يشير تقرير أمريكي إلـى احتضان الــدوحــة لـعـدد مـن املتطرفني فـي الئـحـة املطلوبني فـي أمريكا واألمم املتحدة. وكشف تقرير مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، فرض وزارة الـخـزانـة األمريكية عقوبات على مواطنني أردنـيـني يحملون بــطــاقــات هــويــة قــطــريــة بــاســم «أشــــرف مـحـمـد يــوســف عثمان عــبــدالــســالم» و«عــبــداملــلــك مـحـمـد يــوســف عـثـمـان عبدالسالم» (املــعــروف أيـضـا بـاسـم عمر آل الـقـطـري)، فـي سبتمبر ،2014 بتمهة بتمويل جبهة النصرة وتنظيم القاعدة. ووفـــقـــًا لـــــــوزارة الـــخـــزانـــة األمــريــكــيــة، دعــــم أشـــــرف وعبدامللك عبدالسالم جبهة النصرة وتنظيم القاعدة في العراق، إذ تؤكد واشنطن أنه بدأ العمل لصالح القاعدة في العراق عام ،2005 وبدأ تحويل األموال واملجندين إلى النصرة في .2012 وذكــرت السلطات األمريكية أن أشــرف عمل على تسهيل نقل مئات اآلالف من الــدوالرات من املطلوب دوليًا القطري خليفة مــحـمــد تــركــي الـسـبـيـعـي املــخــصــصــة لــلــقــاعــدة فـــي باكستان، ووفقا لألمم املتحدة، أرسل السبيعي تمويال لقادة القاعدة في باكستان بالتواطؤ مع وكالء إيرانيني، ما يلمح بأن أشرف قد أرسل أمواال عبر خلية إيرانية. ويشار هنا إلـى العالقة بني السبيعي وأشــرف، وانعكاساتها السلبية عـلـى الــدوحــة، بـاعـتـبـار أن السبيعي أفـــرج عـنـه بعد اعتقال قصير في ،2008 ورغم تأكيد الدوحة بعد إطالق سراحه بأنه «تحت السيطرة» وخاضع للمراقبة، إال أن السبيعي ظل يسرح ويمرح دون رقيب، بينما ال تظهر أي دالئـل تشير إلى اعتقال أشــرف في قطر، والبحرين. وفـــي عـــام ،2012 تــم الــقــبــض عــلــى عــبــداملــلــك فــي لــبــنــان بعد مساعدته تنظيم الـقـاعـدة على توفير 200 ألــف ريــال قطري (أكثر من 50 ألف دوالر)، وأوضحت واشنطن أن عبدامللك مول «جبهة النصرة» بآالف الدوالرات منذ أوائل عام ،2012 إضافة إلى تعاونه مع الوسيط املالي في إيران محسن الفضلي املدرج على الئحة املطلوبني في أمريكا واألمم املتحدة. وأشـــــرف الــفــضــلــي عــلــى شـبـكـة لـوجـسـتـيـة مـــن إيـــــران وصفها املــســؤولــون األمــريــكــان بـأنـهـا خــط أســاســي تنقل الــقــاعــدة من خالله األمــوال واملجندين لعملياتها من جميع أنحاء الشرق األوســــــط إلــــى جـــنـــوب آســـيـــا. وفــــي وقــــت الحــــق قــــاد الفضلي مجموعة «خراسان» التابعة للقاعدة من سورية التي خططت لهجمات إرهابية ضد املصالح الغربية قبل أن يقتل في غارة جوية أمريكية. وبحسب تقارير لبنانية، فـإن عبدامللك كـان يقضي وقتًا طويال في إيران، واعتقل أثناء إحدى زياراته لبيروت في مايو ،2012 خالل محاولته املغادرة إلى قطر، محمال بـآالف الــدوالرات لتنظيم القاعدة، وعمل عـبـداملـلـك مــع الـقـطـري «إبــراهــيــم الـبـكـر» وعدد من املتطرفني في لبنان لشراء ونقل األسلحة ومـعـدات أخــرى إلـى سـوريـة بمساعدة أفراد تنظيم القاعدة. وعندما أدرجت الواليات املتحدة عبدامللك عــبــدالــســالم عــلــى الئــحــة الــعــقــوبــات في ،2014 أكــدت أنــه واصــل العمل كـ«طرف اتــصــال ثــابــت» بــني الــنــصــرة واملعتقلني بــعــد الــقــبــض عــلــيــه، كــمــا وصــفــتــه بأنه واحـد من أخطر النزالء في سجن «رومية الـلـبـنـانـي»، وأديــــن فــي يـونـيـو 2014 أمام محكمة عسكرية لبنانية بتهمة تمويل ودعم الــجــمــاعــات اإلرهـــابـــيـــة، واالنــتــمــاء لجماعات إال أنـه سبق وتـم احتجازه في األردن مـسـلـحـة تـسـعـى لــإطــاحــة بـــالـــدولـــة. ورغــــم املحاوالت الفاشلة التي بذلها تنظيم القاعدة إلطالق سراحه عـــن طـــريـــق االخـــتـــطـــاف أو الــهــجــمــات، إال أن اإلفراج عنه تحقق بالصبر اإلستراتيجي في 2016 وتم ترحيله إلى األردن، إذ احتجز هناك ألشهر عــدة، حتى أخـلـي سبيله بعد مصادرة جـــواز ســفــره، وظـهـر في مـــا بــعــد أنـــــه سافر إلى قطر بجواز سفر مزور.