املتاجرون مبقتل رئيس الهيئة

رحم الله رئيس هيئة رياض الخبراء الذي ذهب ضحية جريمة قتل حاول فيها املجرم إخفاء معالم جريمته بإشعال النار في الغرفة التي كــان يـنـام فيها، على أمــل أن يخفي احــتــراق الجثة آثــار رصاصتن أطلقهما على عنق القتيل، رحم الله الفقيد وألهم ذويه الصبر وألهم أولئك الذين طاروا بخبر الجريمة فراحوا يلصقون التهمة بمن شاء وا شيئا من التعقل والتأني فال يعودوا ملثل ما أقدموا عليه من تجن كان يمكن له أن يضلل عملية البحث عن القاتل الحقيقي لوال يقظة رجال األمن الذين ال يمكن أن تؤثر فيهم األراجيف وال تنحرف بهم عن سبل البحث الجنائي التي ال يعرف أولئك املرجفون عنها شيئا. قبل أن يتمكن رجــال الــدفــاع املـدنـي مـن إطـفـاء الحريق الــذي أشعله الجاني في جثة املجني عليه كـان املرجفون يشعلون حريقا ثانيا في جسد املجتمع، في محاولة بائسة ويائسة منهم إلعــادة أسباب الجريمة الـتـي راح ضحيتها رئـيـس فــرع هيئة األمــر بـاملـعـروف في رياض الخبراء إلى تلك االنتقادات التي كان يوجهها بعض الكتاب ملـا كــان يحصل مـن بعض أعـضـاء الهيئة مـن تــجــاوزات، بـل بلغ من شـنــاعـة تــلــك األراجـــيـــف أن قـــام بـعــض مــن افـتـعـلـوهـا بــوضــع قائمة بالكتاب الذين انتقدوا في ما سبق تصرفات بعض أعضاء الهيئة وحملوا أولئك الكتاب مسؤولية الجريمة التي راح ضحيتها رئيس هيئة رياض الخبراء. لم يكن أولئك املرجفون يدافعون عن شعيرة األمر باملعروف والنهي عن املنكر، إذ لو كانوا كذلك لعرفوا أن ما يطلقونه من أراجيف هو املنكر بعينه، ولــم يكونوا ينتقدون مـا قـامـت بـه الــدولــة مـن تنظيم لعمل الهيئة فهم أجنب من أن يفعلوا ذلـك، وإنما كانوا يعبرون عن رغبة في االنتقام ممن فضحوا ممارسات وتعديات بعض املنتسبن إلى الهيئة وذلك بإلصاق التهمة بهم، كما ال تبرأ تلك األراجيف التي أطلقوها مـن رغبة فـي إثــارة الفتنة والتأثير على اللحمة الوطنية في ظـروف نحن أحـوج فيها إلى األمـن االجتماعي وتماسك الوحدة الوطنية. رجال األمن قبضوا على مشعل النار في جثة رئيس رياض الخبراء بعد قتله بسبب خالفات عائلية، وبقي الذين حاولوا إشعال النار في جسد املجتمع طلقاء.