Okaz

عرب الشتات واإلخوان إلى حداد وعويل

- خالد صالح الفاضلي jeddah9000@ hotmail.comm

يــبــذلــ­ون جــهــدا كــبــيــر­ا، يــدســون الــســم فــي املــــاء، يـكـتـبـون أمانيهم، يكذبون، ويكتبون «سيناريوهات» سوداء، في محاوالت ال تتوقف، من أجل أقناعنا بانهيار اقتصادنا، شتات أمرنا، وضياع وطننا، ويزيدون بنبوء ات كارثية خالل زمن ليس بالبعيد. وزادت إيقاعات رقصهم، بعد إعالن رؤية ،2030 و«تأديب قطر»، وصدور حزمة قرارات سيادية لترتيب مستقبل البالد والعباد، بينما رقصهم كان قديمًا، قديمًا جدا، عندما قالوا «تحرير القدس يبدأ بعمان العاصمة األردنية»، أولئك هم «عرب الشتات»، الجزء األسود منهم تحديدًا، املنشغلون في إصدار دراسات سياسية، أو نشاطات صحافية، ورقية وتلفزيونية. يؤمن «عــرب الشتات» الجزء األســود منهم، ويساندهم «عــرب اإلخـــوان» بقناعة واحدة، وهي أن األرض ال تستوعبهم و«السعودية» في آٍن واحٍد، يعيشون في كبد، ضيق، واختناق، ويفزعون من منامهم كلما زارهـم يقني بعدم وجود احتماالت سيئة قابلة للتحقيق. كانوا يتبادلون البشائر والتهاني كلما طاح ركن متني من أبناء امللك املؤسس عبدالعزيز، ولهم أهازيج ووالئم عندما اختار جل جالله «فهد، سلطان، نايف، ثم عبدالله»، وعندما تم تنصيب «محمد بن سلمان» وليًا للعهد، نصبوا خيام العزاء على جثث أحالمهم، فال أحسن الله لهم عزاء، وال ترك لهم بقاء. سيطر «عرب الشتات» على املحتوى املعرفي باللغة العربية، وكذلك على أسواق الترجمة، فـأغـرقـوا الـوعـي العربي بمحيطات مـن األوهـــام، األكــاذيـ­ـب، التزييف، والتلقني املعتمد على نوايا سيئة، يبيعون نواياهم في أسواقنا الفكرية، ونحن نشتري بأثماٍن عاليٍة، ونصفق لهم، ثم نلبس ثيابهم الفكرية، ونتباهى. بدأت الحكاية منذ زمٍن مديٍد، عندما أقنعونا بأن فلسطني أرض األنبياء، وجلبوا اإلسرائيلي­ات إلـى «املـــوروث اإلسـالمـي»، فكانوا قلم اليهود في الكتاب العربي، خــادمــني لـلـمـشـرو­ع الــيــهــ­ودي الـخـفـي، الــقــائـ­ـم، الـجـالـس فــي مــحــاوال­ت ال تتوقف لخطف ثقافة األمم وتاريخهم بغية تهويد أصوله، بينما حاليًا ال يملك اليهود أدلة مادية على صحة ذلك، وبدأت «أكاذيب» كثيرة تتساقط تحت خيمة البحث اآلثاري. ماضون «نحن» إلى ،2030 ليس بصفته الزمنية فقط، بل بصفتنا الباقني صفا، الباذلني جهدا، املؤمنني جدا، بأننا القادرون، العازمون، الفاعلون، وأن االحتماالت السيئة لهم (وال نتمناها)، وليست لنا، وأننا العامرون للبحر بعد البر، الكاتبون ماضينا، حاضرنا، ومستقبلنا، ذلك كتابنا، وال ينقصه قراءتهم له، ولن يزيدهم تجاهلهم أياه. موعدنا ،2030 يومًا أبيض، من «أيــام الـعـرب»، ننحر فيه أعـداءنـا على صخور كيدهم، ونكتب معلقاتنا على الحجر والبحر، مـوانـئ، مـطـارات، طـرقـات، جزرا، أنظمة، قوانني، مناهج تعليمية، جامعات جديدة، مستشفيات، تأمينا صحيا، سـيـاحـة، صـنـاعـات، انفتاحا على ثـقـافـات األمـــم، وأجــيــاا­ل تتلو أجـيـال فـي رفعة ومعرفة. ورثنا أرضنا عن أجــداد هزموا أجـدادهـم، «فكرًا وحربًا» وورثــوا أحقادًا تتوالد

ٍََ أحقادا، نرى بعيوننا غدنا، ويرون أمسهم، يلبسون ثياب الحداد، ونلبس ثياب العيد، وثياب الجد نحو تصحيح املحتوى العربي حتى يتوقف أصحاب الفاكهة الفاسدة من بيعها في أسواقنا، فليس لعرب الشتات واإلخوان إال العويل والحداد، قبل وبعد .2030

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia