Okaz

دس العسل في السم

- عبير الفوزان abeeralfow­zan@hotmail.com

كثيرا ما يصادفنا رسائل تتناقل بواسطة تطبيق الواتساب.. كــتــابــ­هــا أكــاديــم­ــيــون أو كــتــاب رأي انـــــزوا فــي الــظــل تهيبا... فكتبوا مقاالتهم الواتسابية وأطلقوها بني عنان التطبيقات ليتداولها الناس. مقاالت كهذه يمتهن أصحابها –عادة- دس السم فـي العسل ليشرب الـنـاس سمهم جـرعـة.. جرعة دون أن يبدوا استياء أو حتى استنكارا. الخائفون مما يكتبون -ألن اللي على راسه بطحاء يتحسسهايرت­دون األقنعة ويبتسمون طربا من وراء أقنعتهم عندما تصل هذه الرسائل ألكبر عدد من الناس، وذلك من خالل املجموعات (الجروبات).. غالبية تلك املقاالت سياسية، أو تمس السياسة الداخلية، وتصل إلينا بدون أسماء.. فقط مجرد مقال مكتوب بمهنية املقال، لكنه مليء باملغالطات واملعلومات غير الدقيقة التي ال يستطيع الـقـارئ الـعـادي أن يتبينها، فقط يأخذ ذلك العسل املـكـتـوب برحيق الكلمات الجميلة دون أن يـدقـق في الهدف من وراء هذا املقال أو ذلك، ثم يعيد تدويره مرات ومرات وكأنه (جاب الذيب من ذيله) وهو مجرد حامل ألسفار ال يفقه ما وراء ها!. وصلتني منذ أيـــام رســائــل عــديــدة وتـوقـفـت عند إحـــدى تلك الـرسـائـل املـكـتـوب­ـة بالنفس اإلخـونـجـ­ي الـنـاقـم عـلـى كــل تيار مختلف عنه ونال حظا.. فهذا ديدن اإلخواني أكاديميا كان أو كاتبا أو حتى طبيبا فهو يدعي املعرفة، وعندما يتم تهميشه - ألنه برأيه الرجل الـذي يعرف كل شيء - يبدأ في شغل دس السم، فالحيلة ال تعييه أبــدا مع القطيع، يشبه بذلك راقصة الحلبة واثق من هز وسطه عندما ال تسعفه خطواته. أحــد هــؤالء الـراقـصـن­ي فـي رسـالـتـه املقالية الواتسابية يعزو فشل بعض الــقــرار­ات السياسة الـداخـلـي­ـة الـتـي لــم تعد تالئم توجهاته أو تطلعاته إلى مستشارين نعتهم بالفاشلني، وأنهم ورطــوا من استشارهم..في هـذه الرسالة التي تم تدويرها كم من املغالطات واملعلوت غير الدقيقة و تساق في املقال على أنها حقائق، ويعيد القارئ الذي يحمل أسفارا إرسالها مرات ومرات.. للقارئ الذي يحمل أسفارا...اقرأ الواقع بعينك ال ما يقوله لك األخونجي الناقم الذي فاته امليري ولم يستطع حتى التمرغ في ترابه!.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia