تغيير املوقف السعودي.. «أضغاث أحالم» أسدية

«ال مكان لبشار في مستقبل سورية»، موقف سعودي ثابت لم يتغير منذ اللحظة األولى الندالع األزمة الـسـوريـة قبل ســنــوات، ولــن يتغير تحت أي ظــرف مـن الــظــروف حتى يـذهـب نـظـام األســد إلــى مزبلة التاريخ. املـوقـف السعودي الثابت حــول األســد لـم يتخذ أمـس أو قبل أمــس، بـل هـو موقف تاريخي وفق مبادئ إعالن «جنيف1» وقرار مجلس األمن رقم ،2254 الذي ينص على تشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البالد، وصياغة دستور جديد، والتحضير لالنتخابات لوضع مستقبل جديد لسورية ال مكان فيه لبشار. وإذا كان نظام األسد يعتقد أن املوقف السعودي سيتغير، فهذه أضغاث أحالم أسـديـة وخامنئية لـن تتحقق، وعندما زعـمـت نـائـب رئـيـس النظام السوري نجاح العطار، أن في األرض السورية التي احتلها الباسيج اإليراني اإلرهابي، جيشا باسال على رأسه رئيس ال يمكن أن يتنازل عن حقوق األمة العربية وسيادتها، فهي تغرد خارج السرب وتخاطب نفسها، وتدافععنطاغوت ســوريــة،ألنـــهلـيـسلـديـهـاأي خــيــارات أخــرى غير الحديث عن الديكتاتور بهكذا طريقة، وإال إنها ستواجه نفس مصير أنصار الثورة في درعا وحمص وحلب، قتال وسحال. ونجاح التي تعتبر بوقا للنظام اإلرهابي نسيت أو تناست أن جـــزار ســوريــة أهــلــك الــحــرث والـنـسـل الــســوريــني، وحول مدنها كأعجاز نخل خاوية، حفاظا على كرسي الرئاسة. ومهاجمة العطار للسعودية بمزاعم أن الـريـاض تقود «حربا ظاملة على اليمن الشقيق»، مــــردود عـلـيـهـا، ألن السعودية اسـتـنـدت فــي «عـاصـفـة الحزم» إلــــــــــى طـــــلـــــب من الـــشـــرعـــيـــة الــيــمــنــيــة ووفـــــــق تحرك خـلـيـجـي مـــوحـــد، انــضــمــت لـــه دول عــربــيــة تــحــت مسمى الــتــحــالــف الــعــربــي لــدعــم الــشــرعــيــة فــي الــيــمــن. ونــســأل بوق النظام األســـدي: مــاذا عـن قتل وسـحـل بـشـار للشعب السوري، ومــا فعله الباسيج اإليــرانــي مـن تنكيل ألهــل السنة فـي العراق وسورية واختطاف لبنان؟. إن موقف السعودية سيظل ثابتا من األزمـــة، وستستمر الـريـاض فـي دعمها للهيئة التنسيقية العليا للمفاوضات. ومـا نسبته بعض وسـائـل اإلعــالم لـوزيـر الخارجية عادل الجبير، ملفق وغير دقيق ومجرد تكهنات، باعتبار أن املوقف السعودي ثابت وصامد ومع دعم الثورة السورية حتى النصر. وكـانـت مـواقـع نقلت عـن مصدر فـي الهيئة العليا، أن الجبير أبلغهم بــأن على «الهيئة الخروج برؤية جديدة وأن الوقائع تؤكد أنه لم يعد ممكنا خروج األسد في بداية املرحلة االنتقالية، ويجب بحث مدة بقائه في املرحلة االنتقالية وصالحياته في تلك املرحلة» وهو ما نفته الخارجية السعودية. وأوضـحـت الهيئة العليا، في بيان، ردا على األنـبـاء التي ذكــرت أن الجبير طلب عقد مؤتمر ثان للمعارضة السورية في الرياض، أن الهيئة هي التي طلبت من اململكة استضافة اجتماع موسع لها من أجل توسيع قاعدة التمثيل والقرار على قــاعــدة بـيـان الــريــاض كمرجعية أسـاسـيـة للهيئة مــن أجــل عملية االنتقال السياسي. موقف السعودية أيها النظام االستبدادي السوري لن يتغير، ألن األسد سيرحل عاجال أو آجال.