Okaz

«الرؤية» قتلت مسؤولي الفالشات !

-

لـيـس هــنــاك كــارثــة حـلـت عـلـى رؤوس مــســؤولـ­ـي الفالشات السرية في الـوزارات السعودية أكبر من «رؤية »2030 التي وضعتهم بشكل مفاجئ أمــام الــواقــع فـي مضمار اإلنجاز الحقيقي فانكشف ضعف أدائهم، وترهل قدراتهم بعد أن كانوا يغطون ذلــك بالسمعة املـشـتـرا­ة بــاملــال الــعــام، مــن خــالل التسابق على توظيف الكوادر والجهات التي تعمل ليل نهار لتلميعهم في شبكات التواصل االجتماعي، وتسخير اإلمكانات ملن يلتقط ويروج صورهم في امليدان باستمرار وفق نظام «صورني كأني ما أدري». وضعت برامج الرؤية املسؤول الفالشي على املحك ألنها ال تقيم أي وزن ألالعيب التسويق الشعبوية التي اعتاد عليها، فهي تقيم األداء بناء على اإلنجاز الحقيقي للمهام ومدى االلتزام بالجدول الزمني للتنفيذ، وكــل مـا عــدا ذلــك مجرد هــراء ال يعتد بـه وال ينظر إلـيـه، وهــذا بالطبع سبب كاف النكشاف وتعري املسؤول الفراشي تماما أمام كل من صفقوا له بسذاجة منخدعني بالحمالت اإللكتروني­ة والهاشتاقا­ت املدفوعة في «تويتر» عندما كانت املسألة «سهاالت» كما يقال في اللهجة العامية. مشكلة كل مسؤول فالشي في أي مكان وزمـان أنه يمارس لعبة خطرة البد أن ترتد عليه وتصرعه في لحظة لم يحسب حسابها، فهو يتجاهل متعمدا مهامه الحقيقية ويسارع بالركض على هامشها متجها لكل مـا يستجلب األضـــواء ليحصل على هـدفـني وهميني يعيش داخلهما قبل أن تصفعه الحقيقة، أولهما أن يعطي انطباعا عاما بأنه أفضل مــن جميع املــســؤو­لــني اآلخــريــ­ن الــذيــن يـفـوقـونـ­ه أداء وجــهــدا وإبداعًا، لكنهم لكرم نفوسهم يترفعون عن خوض لعبة األضواء، وشراء السمعة اإللـكـتـر­ونـيـة، وتـوظـيـف الـلـجـان التويترية فــي سبيل ذلــك، أمــا الهدف الثاني وهو األخطر رغم سذاجته فيتمثل في أن يوهم املسؤول الفالشي الجميع بأنه يمتلك قاعدة شعبية جماهيرية ذات صـوت عـال ومؤثر تجعل صاحب القرار يفكر كثيرا قبل أن يقصيه أو يحاسبه على ضعف أدائه و«جمبازيته». مـا يحدث الـيـوم ملسؤولي الفالشات السرية مـن انكشاف عــام وارتباك مطلق وفشل ذريــع فـي الـركـض بــذات السرعة التي يتطلبها التطبيق الصارم لبرامج رؤية 2030 ينبغي أن يشكل عبرة ودرسا مجانيا لكل مسؤول تسنم منصبا عاما ولم يتورط بعد في لعبة األضواء املدفوعة، فاملسؤول في أي جهة رسمية (كبر أو صغر) يظل مجرد موظف حكومي يقبض راتــبــا شهريا ليخدم املــواطــ­ن ال أكــثــر، وعليه أن يـــؤدي مهامه املطلوبة دون فذلكة أو اعتقاد بأن املنصب الرسمي مجرد وسيلة لصناعة النجومية والتمدد تحت األضواء الوهمية، ألنه وإن سابق الزمن وسخر كل شيء لشراء السمعة بالحيلة والتسويق املمنهج سيكتشف في نهاية املطاف أنها تحولت إلى عبء ثقيل وقاصم على ظهره وأحيانا خنجر يطعنه أمام من صفقوا له وهو يؤدي مشهده السابق من املسرحية بعد أن يوضع في مضمار العمل الحقيقي ويسقط سقوطا مدويا.

 ?? @news-sa.com Hd.alhayat@ gmail.com ?? هاني الظاهري
@news-sa.com Hd.alhayat@ gmail.com هاني الظاهري

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia