Okaz

دبلوماسي سعودي: منلك أدلة على دعم قطر حلركة طالبان

فتح األجواء لـ «القطرية».. ادعاءات زائفة «احلليف الشقيق».. «عيال زايد» يسيرون على نهج والدهم عقدان وقطر حتاول استمالة القوى الناعمة لـ «تخشينها»!

- أنس اليوسف (جدة) «عكاظ» (جدة، المنامة) محمد سعود (الرياض) علي الرباعي (جدة)

تكن عالقة الدوحة يومًا ما بالتنظيمات اإلرهابية مرتبطة فقط بـالـحـركـ­ات اإلرهــابـ­ـيــة فــي املنطقة فحسب، بل تجاوزت الحدود ودعمت حتى اليوم جماعات متطرفة في دول خارج مظلة الشرق األوسـط، في محاولة منها لتأمني مصالحها في أكثر من جهة، ويؤكد ذلــك القائم بأعمال الـسـفـارة السعودية فـي كـابـول مشاري مـزعـل الـحـربـي بــأن قـطـر تـحـرض ضــد اململكة مـنـذ أعوام، ولـذلـك اتـخـذت اململكة وعــدد مـن دول املنطقة موقفا جادًا ضد اإلرهاب، حفاظًا على أمنها. وكشف الحربي فـي تصريح للصحفيني فـي حفلة تسليم املــســاع­ــدة لـجـمـعـيـ­ة الــهــالل األحــمــر األفــغــا­نــي، عــن امتالك الـسـعـودي­ـة أدلـــة عـلـى دعــم قـطـر لـحـركـة طـالـبـان األفغانية، وغــيــرهـ­ـا مــن الـتـنـظـي­ـمـات اإلرهــابـ­ـيــة األخــــرى فــي املنطقة، مـنـوهـًا إلـــى أن قـطـر احـتـضـنـت عـــددًا مــن قـــادة الجماعات اإلرهابية. وعــارض الدبلوماسي السعودي وجــود مكتب طالبان في قـطـر، واعتبر ذلــك مـــوردًا لـدعـم طالبان الــذي تستفيد منه كوسيلة للعالقات، وتلقي املساعدات والـدعـم، موضحًا أن املكتب يعمل خارج اختصاصاته السياسية. وأوضح الحربي أن اململكة من الدول التي عانت من داعش والقاعدة، ولذلك قـررت مكافحتهما بقوة مع سائر الشركاء الدوليني، مؤكدًا أنهم يدعمون الحكومة األفغانية الشرعية، ويـــــديـ­ــــنـــــ­ون أي هـــجـــمـ­ــة تستهدف الحكومة والشعب األفغاني. فيما كشف النائب في مجلس النواب األفــــغـ­ـــانــــي مــــبــــ­رويــــس ياسيني لـــ«عــكــاظ» أن الحكومة القطرية تدعم املكتب الـــســـي­ـــاســـي لحركة طالبان بما يقارب مــــلــــ­يــــونـــ­ـي دوالر شهريًا، مبينًا أن قطر تحاول تأمني مصالحها من خـالل هـذا املكتب مع طالبان، وفـي املقابل تستعني طالبان باملكتب لجلب الدعم الكافي لها. وأوضــــــ­ــح يــاســيــ­نــي بـــــأن الـــــدوح­ـــــة تدعم حركة طالبان باملال واملؤتمرات واللقاءات السياسية، وتؤمن لهم حرية الحركة والتنقل، إضافة إلى تجهيز املكاتب واملباني الخاصة بهم في أفغانستان، موضحًا أن طالبان منظمة إرهابية في أفغانستان، وقامت بعدد ال يحصى مــن الـعـمـلـي­ـات اإلرهــابـ­ـيــة فــي الـــداخــ­ـل األفغاني بمعاونة قطر. وأكــــد يــاســيــ­نــي أنـــه البـــد مـــن قــطــع الــعــالق­ــات بني الدوحة وطالبان، فأياديهم ملوثة بدماء األبرياء فــي أفــغــانـ­ـســتــان، مــشــددة عـلـى ضــــرورة أن تحترم الــدوحــة األنـظـمـة فــي أفـغـانـسـ­تـان، وأن تـتـعـاون مع الحكومة الشرعية وليس الحركات اإلرهابية. وأفاد مصدر مسؤول في الحكومة األفغانية بحسب وكالة «باجواك» األفغانية بأن السفير القطري غير املـقـيـم فــي أفـغـانـسـ­تـان صـقـر بــن مــبــارك املنصوري زار أفغانستان قبل نحو أسـبـوعـني، والتقى وزير الــشــؤون الــخــارج­ــيــة صـــالح الــديــن ربــانــي، وطلب دعــم أفغانستان ملـوقـف بــالده فـي األزمـــة الواقعة مع اململكة. وأضاف املصدر بأن الجانب األفغاني طلب منه قيام قطر بمنع تنقالت وأنشطة مكتب طالبان في قطر، وتجفيف مواردها املالية هناك، ووقف أنشطة مؤسسة باغواش. وأكد املحلل السياسي األفغاني جاويد غفور أن تصريحات الدبلوماسي السعودي أزاحت الــســتــ­ار عـــن األعـــمــ­ـال املـــضـــ­ادة لإلسالمية واإلنـســا­نــيــة لـحـركـة طـالـبـان خــالل األيام األخــيــر­ة، ولــذلــك تـعـارضـهـ­ا بــشــدة دول مــــثــــ­ل املـــمـــ­لـــكـــة وتـــعـــت­ـــبـــرهـ­ــا جماعة إرهابية. نفت هيئة الـطـيـران املــدنــي، أمــس (األربــعــ­اء) ادعـــاء الـخـطـوط القطرية عـبـور أجواء اململكة، مشددة على استمرار «املقاطعة ومنع الطائرات املسجلة بقطر من استخدام مطارات اململكة وعبور أجوائها». وأضافت أن «ما يتم تداوله حول استخدام الطائرات القطرية للمجال الجوي لبعض دول املقاطعة ومنها اململكة غير صحيح». وأوضحت أن «بعض صور املواقع التطوعية مثل Flightrada­r24 تكون غير دقيقة، إذ تعتمد على توفر أجهزة استقبال وبث باملنطقة». وقالت الهيئة إن الدول املقاطعة «األخرى عكفت منذ البداية على إيجاد طرق جوية إضافية لتخفيف اختناق الحركة الدولية وضمان سالمتها». قبلة يضعها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد على جبني خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز في كل مناسبة يلتقيان فيها، تختصر كل الكلمات واملشاهد والتحليالت السياسية، لتؤكد تعاضد قادة البلدين، والسير في الطريق نفسه، وعنوانا عريضا «عــيــال زايـــد يـسـيـرون على نهج والــدهــم فــي عالقته وأخــوتــه للمملكة وقادتها وشعبها». ويوما بعد آخر يثبت اإلماراتيو­ن، أو كما يلقبون «عيال زايــد»، أنهم الحليف والشقيق للسعوديني منذ أعوام طويلة، ولعل األحداث التي مرت بها املنطقة خير دليل على عمق العالقة بني البلدين، من خالل تطابق الرؤى بينهما، إذ إنه مع وتيرة األحداث السياسية الـتـي تعصف بالعالم الـعـربـي واإلســالم­ــي لــم يتضاد الـبـلـدان فــي الـتـوجـهـ­ات، بــل كانت آراؤهــمــ­ا وقـراراتـه­ـمـا متطابقتني، ويعيشان نفس املصير، للوصول إلــى مـا يخدم األمة اإلسالمية والعربية والخليجية. وتـــزداد العالقة واألخـــوة بـني السعودية واإلمـــار­ات كلما اشـتـدت األحـــداث، كما حــدث في كما نفت شؤون الطيران املدني بمملكة البحرين ما تم نشره وتداوله من أخبار بخصوص قيام البحرين بفتح مجالها الجوي للخطوط القطرية، مؤكدة أنها أخبار غير صحيحة ومخالفة للواقع. وقالت في بيان أمس (األربعاء) إنه «إشارة ملا تردد في بعض وسائل اإلعالم ومواقع التواصل االجتماعي، بخصوص قيام مملكة البحرين بفتح مجالها الـجـوي للخطوط القطرية اعتبارًا مـن يــوم أمــس، تــود شــؤون الطيران املدني بـوزارة املواصالت واالتصاالت أن تؤكد إن ما تم نشره وتداوله من أخبار في هذا الخصوص غير صحيح ومخالف للواقع، إذ إن األجواء الوطنية السيادية ململكة البحرين مغلقة على الطائرات اململوكة واملسجلة في دولة قطر، وإن جميع املمرات الجوية فوق أعالي البحار مفتوحة للمالحة الجوية بكافة أنواعها من 11 يونيو ،2017 ولم يطرأ عليها أي تغيير». مصر، حينما وقف البلدان مع الشعب املصري في أكثر من مرة إلخراجه من أزمته، وهـو ما نجح فيه الشقيقان الخليجيان، وكذلك نهضت السعودية ومعها اإلمارات إلنقاذ الشعب اليمني من ميليشيات الحوثي وعفاش، عبر تقديمهما الدعم العسكري واإلغاثي لليمنيني، واستمرار «عاصفة الحزم»، و«إعادة األمل» لنجدة املستضعفني فــي الـيـمـن مــن سـطـوة الـحـوثـيـ­ني، وحـقـقـا تـقـدمـًا كـبـيـرًا فــي العمليات العسكرية في املحافظات اليمنية، من خالل استعادة معظمها للشرعية اليمنية. وفي األحداث الخليجية الحالية التي نجم عنها قطع عالقة الدول الداعية ملكافحة اإلرهــاب (السعودية واإلمـــار­ات والبحرين ومصر) الدبلوماسي­ة مع قطر لدعمها اإلرهاب، يؤكد املسؤولون اإلماراتيو­ن أن حل األزمة في الرياض وليس في غيرها،

ًً احترامًا من «عيال زايــد» ألشقائهم في اململكة العربية السعودية، ودليال على الـثـقـة املـتـبـاد­لـة بــني الـبـلـديـ­ن، وشــاهــدًا عـلـى أن املـصـيـر واحـــد، والــقــرا­ر مشترك بينهما، كـمـا أن مــدن اإلمـــــا­رات مقصد رئـيـسـي لـلـسـيـاح الــســعــ­وديــني، كونهم يشعرون بالطمأنينة واألمان، وكأنهم في بلدهم، وملا يمتاز به «عيال زايد» من حسن االستقبال والضيافة للخليجيني عامة، والسعوديني خاصة. يـــؤكـــد الـــرئـــ­يـــس األمـــريـ­ــكـــي الــــراحـ­ـــل روزفلت أهمية الكتب والكتابة فـي حــرب األفــكــا­ر ما يــوازي أهمية السفن فـي الـحـروب البحرية، ولــعــل حـكـومـة قـطـر الـتـفـتـت مـبـكـرًا للفكرة والتقطتها لتحيلها من نظرية إلى تطبيق، ومن املؤكد أن اللجوء للقوة الناعمة كان الـبـديـل الجـتـيـاح املنطقة ثقافيًا فــي ظل عجزها عن احتالله عسكريًا، ولعل أكبر ما يـؤرق الدوحة يتمثل في أن «الرباعي العربي» يرفض أن تتحول قـواه الناعمة إلى قوى خشنة توظفها قطر في اإلساءة للخليج والعرب واملسلمني. ومن الالفت أن مراكز األبحاث في الدوحة تطبع عــشــرات املــجــلـ­ـدات سـنـويـًا وترصد الــحــراك الـخـلـيـج­ـي خـصـوصـًا فــي اململكة واإلمـــــ­ــارات والــكــوي­ــت والــيــمـ­ـن والبحرين، ويشرف على املراكز شخصيات من الباحثني واملستشاري­ن املقربني من صانع القرار. وجــنــحــ­ت الـــدوحــ­ـة إلــــى اســتــقــ­طــاب الكوادر الــثــقــ­افــيــة والـــفـــ­كـــريـــة مــــن كــــل حـــــدب وصوب لتنافح عنها أو لتنال من خصومها، ولم تكن حكومة قطر بمنأى عن توظيف عدد من الكوادر لــلــتــو­اصــل مــع الــنــخــ­ب الـثـقـافـ­يـة الــســعــ­وديــة بهدف اسـتـيـعـا­بـهـم فــي جـامـعـاتـ­هـا ومــراكــز­هــا وصحفها وقــنــوات­ــهــا ونــجــحــ­ت فـــي اســتــمــ­الــة الــبــعــ­ض باملال ومساحة الحرية املتوهمة. وال يخفي الكاتب قينان الغامدي العرض الذي تلقاه من سكرتير في إحدى الصحف القطرية للكتابة معهم بـعـد صـــدور الــقــرار بـإيـقـافـ­ه عــن الـكـتـابـ­ة مـنـذ أعوام، وأكـــد الــغــامـ­ـدي أن الـوسـيـط مـــارس مـعـه مــا استطاع مــن وســائــل اإلغــــرا­ء والــغــوا­يــة الـصـحـفـي­ـة، إال أن رده كان واحـدًا: «لن أكتب في أي صحيفة خارج وطني». فيما أشار الكاتب رجا ساير املطيري إلى أن الدوحة أغدقت األموال على عدد من املبدعني السعوديني في مجاالت الفنون واإلبداع كافة، طمعًا في كسب والئهم وضمان تبعيتهم لها. وأضاف املطيري أن من يتابع الـدعـم القطري الجنوني للقوى الناعمة السعودية، ومنها الفن خالل السنوات الـ01 املاضية يتساءل عن الغاية من هذا الهدر املالي الكبير والهدف من ورائه؟، موضحًا أن قطر استضافت نجوم األغنية السعودية، خاصة الشعبيني، ونظمت لهم الحفالت واألمسيات، إضافة إلى تكليف إذاعاتها بتسجيل أرشيف الفنانني السعوديني كامال. ويرى املطيري أن هذا الدعم املشبوه يمكن تفسيره فــي ضــوء مــا تـكـشـف أخــيــرا مــن تآمر الحكومة القطرية على اململكة وافتضاح مشروعها الشيطاني.

 ??  ?? مشاري الحربي
مشاري الحربي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia