دبلوماسي سعودي: منلك أدلة على دعم قطر حلركة طالبان
فتح األجواء لـ «القطرية».. ادعاءات زائفة «احلليف الشقيق».. «عيال زايد» يسيرون على نهج والدهم عقدان وقطر حتاول استمالة القوى الناعمة لـ «تخشينها»!
تكن عالقة الدوحة يومًا ما بالتنظيمات اإلرهابية مرتبطة فقط بـالـحـركـات اإلرهــابــيــة فــي املنطقة فحسب، بل تجاوزت الحدود ودعمت حتى اليوم جماعات متطرفة في دول خارج مظلة الشرق األوسـط، في محاولة منها لتأمني مصالحها في أكثر من جهة، ويؤكد ذلــك القائم بأعمال الـسـفـارة السعودية فـي كـابـول مشاري مـزعـل الـحـربـي بــأن قـطـر تـحـرض ضــد اململكة مـنـذ أعوام، ولـذلـك اتـخـذت اململكة وعــدد مـن دول املنطقة موقفا جادًا ضد اإلرهاب، حفاظًا على أمنها. وكشف الحربي فـي تصريح للصحفيني فـي حفلة تسليم املــســاعــدة لـجـمـعـيـة الــهــالل األحــمــر األفــغــانــي، عــن امتالك الـسـعـوديـة أدلـــة عـلـى دعــم قـطـر لـحـركـة طـالـبـان األفغانية، وغــيــرهــا مــن الـتـنـظـيـمـات اإلرهــابــيــة األخــــرى فــي املنطقة، مـنـوهـًا إلـــى أن قـطـر احـتـضـنـت عـــددًا مــن قـــادة الجماعات اإلرهابية. وعــارض الدبلوماسي السعودي وجــود مكتب طالبان في قـطـر، واعتبر ذلــك مـــوردًا لـدعـم طالبان الــذي تستفيد منه كوسيلة للعالقات، وتلقي املساعدات والـدعـم، موضحًا أن املكتب يعمل خارج اختصاصاته السياسية. وأوضح الحربي أن اململكة من الدول التي عانت من داعش والقاعدة، ولذلك قـررت مكافحتهما بقوة مع سائر الشركاء الدوليني، مؤكدًا أنهم يدعمون الحكومة األفغانية الشرعية، ويـــــديـــــنـــــون أي هـــجـــمـــة تستهدف الحكومة والشعب األفغاني. فيما كشف النائب في مجلس النواب األفــــغــــانــــي مــــبــــرويــــس ياسيني لـــ«عــكــاظ» أن الحكومة القطرية تدعم املكتب الـــســـيـــاســـي لحركة طالبان بما يقارب مــــلــــيــــونــــي دوالر شهريًا، مبينًا أن قطر تحاول تأمني مصالحها من خـالل هـذا املكتب مع طالبان، وفـي املقابل تستعني طالبان باملكتب لجلب الدعم الكافي لها. وأوضــــــــح يــاســيــنــي بـــــأن الـــــدوحـــــة تدعم حركة طالبان باملال واملؤتمرات واللقاءات السياسية، وتؤمن لهم حرية الحركة والتنقل، إضافة إلى تجهيز املكاتب واملباني الخاصة بهم في أفغانستان، موضحًا أن طالبان منظمة إرهابية في أفغانستان، وقامت بعدد ال يحصى مــن الـعـمـلـيـات اإلرهــابــيــة فــي الـــداخـــل األفغاني بمعاونة قطر. وأكــــد يــاســيــنــي أنـــه البـــد مـــن قــطــع الــعــالقــات بني الدوحة وطالبان، فأياديهم ملوثة بدماء األبرياء فــي أفــغــانــســتــان، مــشــددة عـلـى ضــــرورة أن تحترم الــدوحــة األنـظـمـة فــي أفـغـانـسـتـان، وأن تـتـعـاون مع الحكومة الشرعية وليس الحركات اإلرهابية. وأفاد مصدر مسؤول في الحكومة األفغانية بحسب وكالة «باجواك» األفغانية بأن السفير القطري غير املـقـيـم فــي أفـغـانـسـتـان صـقـر بــن مــبــارك املنصوري زار أفغانستان قبل نحو أسـبـوعـني، والتقى وزير الــشــؤون الــخــارجــيــة صـــالح الــديــن ربــانــي، وطلب دعــم أفغانستان ملـوقـف بــالده فـي األزمـــة الواقعة مع اململكة. وأضاف املصدر بأن الجانب األفغاني طلب منه قيام قطر بمنع تنقالت وأنشطة مكتب طالبان في قطر، وتجفيف مواردها املالية هناك، ووقف أنشطة مؤسسة باغواش. وأكد املحلل السياسي األفغاني جاويد غفور أن تصريحات الدبلوماسي السعودي أزاحت الــســتــار عـــن األعـــمـــال املـــضـــادة لإلسالمية واإلنـســانــيــة لـحـركـة طـالـبـان خــالل األيام األخــيــرة، ولــذلــك تـعـارضـهـا بــشــدة دول مــــثــــل املـــمـــلـــكـــة وتـــعـــتـــبـــرهـــا جماعة إرهابية. نفت هيئة الـطـيـران املــدنــي، أمــس (األربــعــاء) ادعـــاء الـخـطـوط القطرية عـبـور أجواء اململكة، مشددة على استمرار «املقاطعة ومنع الطائرات املسجلة بقطر من استخدام مطارات اململكة وعبور أجوائها». وأضافت أن «ما يتم تداوله حول استخدام الطائرات القطرية للمجال الجوي لبعض دول املقاطعة ومنها اململكة غير صحيح». وأوضحت أن «بعض صور املواقع التطوعية مثل Flightradar24 تكون غير دقيقة، إذ تعتمد على توفر أجهزة استقبال وبث باملنطقة». وقالت الهيئة إن الدول املقاطعة «األخرى عكفت منذ البداية على إيجاد طرق جوية إضافية لتخفيف اختناق الحركة الدولية وضمان سالمتها». قبلة يضعها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد على جبني خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز في كل مناسبة يلتقيان فيها، تختصر كل الكلمات واملشاهد والتحليالت السياسية، لتؤكد تعاضد قادة البلدين، والسير في الطريق نفسه، وعنوانا عريضا «عــيــال زايـــد يـسـيـرون على نهج والــدهــم فــي عالقته وأخــوتــه للمملكة وقادتها وشعبها». ويوما بعد آخر يثبت اإلماراتيون، أو كما يلقبون «عيال زايــد»، أنهم الحليف والشقيق للسعوديني منذ أعوام طويلة، ولعل األحداث التي مرت بها املنطقة خير دليل على عمق العالقة بني البلدين، من خالل تطابق الرؤى بينهما، إذ إنه مع وتيرة األحداث السياسية الـتـي تعصف بالعالم الـعـربـي واإلســالمــي لــم يتضاد الـبـلـدان فــي الـتـوجـهـات، بــل كانت آراؤهــمــا وقـراراتـهـمـا متطابقتني، ويعيشان نفس املصير، للوصول إلــى مـا يخدم األمة اإلسالمية والعربية والخليجية. وتـــزداد العالقة واألخـــوة بـني السعودية واإلمـــارات كلما اشـتـدت األحـــداث، كما حــدث في كما نفت شؤون الطيران املدني بمملكة البحرين ما تم نشره وتداوله من أخبار بخصوص قيام البحرين بفتح مجالها الجوي للخطوط القطرية، مؤكدة أنها أخبار غير صحيحة ومخالفة للواقع. وقالت في بيان أمس (األربعاء) إنه «إشارة ملا تردد في بعض وسائل اإلعالم ومواقع التواصل االجتماعي، بخصوص قيام مملكة البحرين بفتح مجالها الـجـوي للخطوط القطرية اعتبارًا مـن يــوم أمــس، تــود شــؤون الطيران املدني بـوزارة املواصالت واالتصاالت أن تؤكد إن ما تم نشره وتداوله من أخبار في هذا الخصوص غير صحيح ومخالف للواقع، إذ إن األجواء الوطنية السيادية ململكة البحرين مغلقة على الطائرات اململوكة واملسجلة في دولة قطر، وإن جميع املمرات الجوية فوق أعالي البحار مفتوحة للمالحة الجوية بكافة أنواعها من 11 يونيو ،2017 ولم يطرأ عليها أي تغيير». مصر، حينما وقف البلدان مع الشعب املصري في أكثر من مرة إلخراجه من أزمته، وهـو ما نجح فيه الشقيقان الخليجيان، وكذلك نهضت السعودية ومعها اإلمارات إلنقاذ الشعب اليمني من ميليشيات الحوثي وعفاش، عبر تقديمهما الدعم العسكري واإلغاثي لليمنيني، واستمرار «عاصفة الحزم»، و«إعادة األمل» لنجدة املستضعفني فــي الـيـمـن مــن سـطـوة الـحـوثـيـني، وحـقـقـا تـقـدمـًا كـبـيـرًا فــي العمليات العسكرية في املحافظات اليمنية، من خالل استعادة معظمها للشرعية اليمنية. وفي األحداث الخليجية الحالية التي نجم عنها قطع عالقة الدول الداعية ملكافحة اإلرهــاب (السعودية واإلمـــارات والبحرين ومصر) الدبلوماسية مع قطر لدعمها اإلرهاب، يؤكد املسؤولون اإلماراتيون أن حل األزمة في الرياض وليس في غيرها،
ًً احترامًا من «عيال زايــد» ألشقائهم في اململكة العربية السعودية، ودليال على الـثـقـة املـتـبـادلـة بــني الـبـلـديـن، وشــاهــدًا عـلـى أن املـصـيـر واحـــد، والــقــرار مشترك بينهما، كـمـا أن مــدن اإلمـــــارات مقصد رئـيـسـي لـلـسـيـاح الــســعــوديــني، كونهم يشعرون بالطمأنينة واألمان، وكأنهم في بلدهم، وملا يمتاز به «عيال زايد» من حسن االستقبال والضيافة للخليجيني عامة، والسعوديني خاصة. يـــؤكـــد الـــرئـــيـــس األمـــريـــكـــي الــــراحــــل روزفلت أهمية الكتب والكتابة فـي حــرب األفــكــار ما يــوازي أهمية السفن فـي الـحـروب البحرية، ولــعــل حـكـومـة قـطـر الـتـفـتـت مـبـكـرًا للفكرة والتقطتها لتحيلها من نظرية إلى تطبيق، ومن املؤكد أن اللجوء للقوة الناعمة كان الـبـديـل الجـتـيـاح املنطقة ثقافيًا فــي ظل عجزها عن احتالله عسكريًا، ولعل أكبر ما يـؤرق الدوحة يتمثل في أن «الرباعي العربي» يرفض أن تتحول قـواه الناعمة إلى قوى خشنة توظفها قطر في اإلساءة للخليج والعرب واملسلمني. ومن الالفت أن مراكز األبحاث في الدوحة تطبع عــشــرات املــجــلــدات سـنـويـًا وترصد الــحــراك الـخـلـيـجـي خـصـوصـًا فــي اململكة واإلمـــــــارات والــكــويــت والــيــمــن والبحرين، ويشرف على املراكز شخصيات من الباحثني واملستشارين املقربني من صانع القرار. وجــنــحــت الـــدوحـــة إلــــى اســتــقــطــاب الكوادر الــثــقــافــيــة والـــفـــكـــريـــة مــــن كــــل حـــــدب وصوب لتنافح عنها أو لتنال من خصومها، ولم تكن حكومة قطر بمنأى عن توظيف عدد من الكوادر لــلــتــواصــل مــع الــنــخــب الـثـقـافـيـة الــســعــوديــة بهدف اسـتـيـعـابـهـم فــي جـامـعـاتـهـا ومــراكــزهــا وصحفها وقــنــواتــهــا ونــجــحــت فـــي اســتــمــالــة الــبــعــض باملال ومساحة الحرية املتوهمة. وال يخفي الكاتب قينان الغامدي العرض الذي تلقاه من سكرتير في إحدى الصحف القطرية للكتابة معهم بـعـد صـــدور الــقــرار بـإيـقـافـه عــن الـكـتـابـة مـنـذ أعوام، وأكـــد الــغــامــدي أن الـوسـيـط مـــارس مـعـه مــا استطاع مــن وســائــل اإلغــــراء والــغــوايــة الـصـحـفـيـة، إال أن رده كان واحـدًا: «لن أكتب في أي صحيفة خارج وطني». فيما أشار الكاتب رجا ساير املطيري إلى أن الدوحة أغدقت األموال على عدد من املبدعني السعوديني في مجاالت الفنون واإلبداع كافة، طمعًا في كسب والئهم وضمان تبعيتهم لها. وأضاف املطيري أن من يتابع الـدعـم القطري الجنوني للقوى الناعمة السعودية، ومنها الفن خالل السنوات الـ01 املاضية يتساءل عن الغاية من هذا الهدر املالي الكبير والهدف من ورائه؟، موضحًا أن قطر استضافت نجوم األغنية السعودية، خاصة الشعبيني، ونظمت لهم الحفالت واألمسيات، إضافة إلى تكليف إذاعاتها بتسجيل أرشيف الفنانني السعوديني كامال. ويرى املطيري أن هذا الدعم املشبوه يمكن تفسيره فــي ضــوء مــا تـكـشـف أخــيــرا مــن تآمر الحكومة القطرية على اململكة وافتضاح مشروعها الشيطاني.