ﺳﺎﺭﻛﻮﺯﻱ »ُﻃﻌﻢ« ﻓﻲ ﺳﻨﺎﺭﺓ ﺍﻟﻠﻮﺑﻲ ﺍﻟﻘﻄﺮﻱ
عــــادت قـضـيـة اسـتـضـافـة قـطـر لــكــأس الــعــالــم 2022 لـواجـهـة الصحافة الــدولــيــة، فبعد صحيفتي «الــتــلــيــغــراف والــصــنــداي تــايــمــز»، أثارت األوســــــــــــــــــاط الـــــســـــيـــــاســـــيـــــة واألمـــــنـــــيـــــة واإلعــــامــــيــــة هـــــذه األيــــــــام بفرنسا قــضــيــة دعم تعود عاقة نيكوال ساركوزي بالعائلة الحاكمة في قطر إلى فترة توليه حقيبة الداخلية الفرنسية، إذ كانت تربطه عاقة وطيدة بينه وبني رئيس الوزراء السابق ووزيــر الخارجية حمد بن جاسم بن جبر. وذهبت بعض األوســاط الفرنسية حد التهكم عـلـى قـطـر وســاركــوزي بـالـقـول إن الــدوحــة هــي مــن دفـعـت لــزوجــة ساركوزي السابقة سيسيليا أتياس مبلغا كبيرا من أجل قبولها الطاق، والذهاب إلى أمريكا للعيش هناك. وكان أول ظهور لـ «سيسيليا» برفقة ساركوزي في 15 أكتوبر 2007 باإلليزيه بعد توليه الرئاسة ظهورا مقتضبا، لم يـدم طويا تبعه إعــان رسمي عن حــدوث طـاق بينهما، والحديث عـن تقاضي سيسيليا مبلغا ضخمًا مقابل تخليها عـن لقب السيدة األولى لإلليزيه. وأشارت مصادر إلى أن املبلغ الكبير دفعته قطر للزوجة السابقة لساركوزي. هذه األحداث لم تكن مصادفة وال مفاجئة للمتتبعني للشأن القطري وساركوزي، فالكثير منهم تـحـدث كـيـف كــان ســاركــوزي طعما سـهـا فــي ســنــارة الـقـطـريـني قـبـل رئــاســة قصر اإلليزيه. واكتمل شهر العسل بني ساركوزي وقطر بعد توليه رئاسة فرنسا، إذ تقول بعض وسائل اإلعــام الفرنسية إنـه «عند تولي سـاركـوزي الرئاسة تلقى دعــوة للذهاب إلـى اإلمارات وعندما علم املسؤولون في قطر أن ساركوزي سيزور أبوظبي، سارعت القيادة القطرية لقطع الطريق أمام اإلمارات وتغيير وجهة الرئيس الفرنسي السابق إلى الدوحة». وكــون عاقة سـاركـوزي مع الـدوحـة تعود أليــام توليه حقيبة الداخلية، فقد فضل عدم إزعاج الراعي األول املغدق على نفقاته الجانبية، وسفرات زوجته كارال برونيه، مفضا االنصياع ملطالب الدوحة تجنبا لفقدان االمتيازات التي كان يحوزها. في نوفمبر ،2008 زار ساركوزي الدوحة للمشاركة في مؤتمر لأمم املتحدة، وبدعوة من رئيس الــوزراء السابق ووزيـر الخارجية حمد بن جاسم بن جبر، وهناك اتفق الطرفان على كثير من النقاط التي كانت عالقة بني البلدين قبل مجيئه لإلليزيه. وظل ساركوزي على عاقة وطيدة مع رئيس الـوزراء السابق ووزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر، املعروف أيضًا باسم HBJ ــ شبه املتقاعد عن السياسة في العلن، ولكنه يظل «رجـل الظل» الـذي يوجه السياسة الخارجية القطرية، حيث يعيش حاليا بإحدى الضواحي في لندن، ويزوره صديقه الحميم ساركوزي. املــســؤول الـقـطـري حـمـد بــن جـاسـم كــان فـاعـا عـلـى مـسـتـوى املـــال واألعــمــال مــع صديقه الفرنسي، كونه يدير هيئة االستثمار القطرية )QIA( أو الصندوق السيادي القطري، إذ ظل العبا مهمًا في الصفقات الكبرى التي تمت في عهد ساركوزي وحتى بعده. وهو نفسه الرجل الذي لعب دورا كبيرا في ،2013 والزج بقطر في عاقاتها مع الفصائل الراديكالية في سورية والعراق، واحتضن ابن جبر كل املتطرفني واملنحرفني منهم حاكم طرابلس سابقا الليبي عبدالحكيم بلحاج املصنف على قائمة املطلوبني دوليا والذي اعتقلته وكالة االستخبارات املركزية لصاته مع تنظيم القاعدة، ولم يتوان في توزيع املال كرشاو ليتمكن من بعض املناصب الدولية النافذة.