Okaz

اخلائن القطري.. على خطى ابن العلقمي

سجناء وسائل التواصل االجتماعي

- محمد مشبب القحطاني

مــــن يــــقــــ­رأ تــــاريــ­ــخ ابــــــن العلقمي، وخيانته لألمة، وتآمره على دولة الـــخـــا­فـــة الــعــبــ­اســيــة؛ فـــإنـــه وعلى الفور يجد ذلك متجسدا أمامه في حكام قطر، فقد عمل ابـن العلقمي الشيعي على إسقاط الدولة السنية مــن خـــال ثــاثــة مـــحـــاو­ر: إضعاف الـجـيـش وشـحـن الـنـفـوس، مراسلة الــتــتــ­ار، وتـحـسـن صــورتــهـ­ـم ومنع محاربتهم. وهـــا هــو الــتــاري­ــخ يـعـيـد نـفـسـه مع خـــائـــن مــمــاثــ­ل فـــي الـــهـــد­ف ولكنه مــتــطــو­ر فـــي الـــوســـ­ائـــل، فــقــد تآمر عـلـى جـيـش الـتـحـالـ­ف الــعــربـ­ـي في اليمن، وزود اإلرهابين باملال من أجـل االعـتـداء على رجــال األمــن في البحرين ومصر واملنطقة الشرقية، وتراسل مع الحوثين واإليرانين ومـــدهـــ­م بــكــل خــطــط الــتــحــ­الــف في الــيــمــ­ن، كـمـا راســـل ودعـــم باألموال وتعامل مع كل العناصر املشبوهة واإلرهـــا­بـــيـــة فــي كــل أنــحــاء العالم ومـــــــن بـــيـــنـ­ــهـــا «داعـــــــ­ــــش» و«حـــــــزب منذ ظـهـورهـا األول، غـيـرت وسـائـل التواصل االجتماعي بشكل كبير طريقة تفاعل البشر بـــعـــضـ­ــهـــم الــــبـــ­ـعــــض، فـــكـــمـ­ــا وفــــــــ­رت خاصية التواصل مع أي شخص في أي مكان بسهولة، أثـبـتـت أنـهـا أداة قـويـة عـــززت شـعـورنـا بأننا جــزء مــن مجتمع عــاملــي، فـالـحـاجـ­ة لارتباط مــع اآلخــريــ­ن جـعـلـت املـسـتـخـ­دمـن يتهافتون عليها لتنمو أعدادهم بوتيرة غير مسبوقة، وبعد أن كـان السؤال كــيــف يـمـكـن الــعــيــ­ش معها؟ أصــبــح الــســؤال وفــي وقت قــــــيــ­ــــاســــ­ــي كــــــيــ­ــــف يمكن العيش دونــهــا؟، وكأنها جــزيــئــ­ات مــتــواجـ­ـدة منذ األزل في الحمض النووي البشري. بـــن «تـــويـــت­ـــر» و«فيسبوك» و«أنـــــســ­ـــتـــــغ­ـــــرام» و«يــــوتـــ­ـيــــوب» و«واتـــــسـ­ــــاب» و«ســــنــــ­اب شات» وغــيــرهـ­ـا مـــن الــتــطــ­بــيــقــا­ت الــتــي حــمــلــت على شــــــاشـ­ـــــات وأجــــــه­ــــــزة اخـــتـــل­ـــفـــت خاصياتها وتسمياتها، تشتت االهتمام وأصبح التركيز على الذات وسطحية اإلدراك عنوان املستخدم لها، الكل يحرص على مشاركة أفضل ما لديه، لـيـس عـلـى صـعـيـد الـنـوعـيـ­ة بــل كــل مــا يدخل الــــــلـ­ـــــه» ونــــــظـ­ـــــام األســــــ­د وعــــصـــ­ـابــــات حماس املـــتـــ­اجـــرة بالقضية الــــــفـ­ـــــلــــ­ــســــــط­ــــــيـــ­ـــنــــــ­يــــــة واإلخـــــ­ـوان املسلمن واملرتزق عزمي بشارة وقـــروبــ­ـه اإلرهــــا­بــــي، ثم أتـــى بــالــجــ­يــش اإليراني إلـــــى قـــطـــر فــــي ســـلـــوك ال يفعله عـاقـل، فهو يعلم مــدى عداء الـــفـــر­س لــلــعــر­ب عمومًا وللخليج خصوصًا، ومــــــــ­ع ذلــــــــ­ك يحضر قـــــواتـ­ــــهـــــ­م ويفتح القواعد العسكرية وأرض الشعب القطري لهم. مـــــــــ­ــــاذا بـــــقـــ­ــي لم يــــفــــ­عــــلــــ­ه حــــكــــ­ام قـــــــــ­ــــطـــــ­ــــــــر؟!، لــــقــــ­د اســــتـــ­ـبــــاحــ­ــوا كل شـــــــــ­ــــيء مـــــقـــ­ــدس يــربــطــ­هــم ببقية في إطار املجاملة الخادعة والبهرجة الامعة الـــكـــا­ذبـــة، فــغــابــ­ت األمـــانـ­ــة فـــي نــقــل املعلومة واخـتـصـرت املشاعر فـي رسـائـل والـنـقـاش في تـغـريـدة، وأصـبـح الشخص يقيم ليس بفكره وعلمه بل بعدد متابعيه، وأصبحت اللحظات تـسـجـل لتصنع أعــــدادا اجـتـمـعـت بــــاآلال­ف بل باملاين أحيانا دون تفاعل أو إحساس يذكر بينها، فحولنا إلــى سجناء العزلة االجتماعية. أصبح الكل يبحث عن قدوة تتناسب ورغباته املكبوتة، يتتبع أخـبــارهـ­ا، يقلدها ويــــســـ­ـتــــبـــ­ـدلــــهــ­ــا بـــــقـــ­ــدوات حقيقية ملموسة تفصله عنها أبـــواب الــغــرف التي أوصدت ليوصد معها باب التفكير والتمييز العقاني، وفــــــــ­ــي ظـــــــل نـــــظـــ­ــريـــــة املـــــــ­ؤامـــــــ­رة والدسائس التي توجد عبر كل األزمنة بغرض التلويث الفكري وإحباط قيم بنت حـضـارات عريقة انعطف أمامها تاريخ البشرية، استغلت حرية التعبير التي توفرها مواقع التواصل االجتماعي التي تكاد تنعدم فـيـهـا الــرقــاب­ــة لـنـشـر الــكــراه­ــيــة والعنصرية، دون أخــذ التصنيف العمري والثقافي بعن دول الــــخـــ­ـلــــيـــ­ـج والـــــــ­ـــــدول العربية، إنـهـم يتآمرون على اإلسام واملقدسات، وعـــــلــ­ـــى إخـــــوان­ـــــهــــ­ـم في الــــعـــ­ـروبــــة، ولـــــو دققنا فـــي املــشــهـ­ـد ســنــجــد أنه ال مــــــبــ­ــــرر ألي مـــــــن هـــــذه الــحــمــ­اقــات الــتــي يرتكبها الساسة القطريون، وليست هــــنــــ­اك أي مـــكـــاس­ـــب ســـيـــاس­ـــيـــة أو جغرافية ستتحقق من وراء هذا الدعم غير املـحـدود لإلرهاب، كـــــــــ­ل مـــــــــ­ا هــــنــــ­الــــك أنـــــــف­ـــــــس شــــــريـ­ـــــرة وحــــــاق­ــــــدة، تملك أمــــــــ­ــــــواال طائلة فا ستخد متها فـــــــــ­ــــــــي الــــــــ­ــــشـــــ­ـــــــر، ومحاولة تدمير دول الخليج في املقام األول. هـــــــــ­ذه الـــــدوي­ـــــلــــ­ـة االعــتــب­ــار، فــأمــام مـعـلـومـا­ت مغلوطة دون أي بناء جوهري تدور معارك كامية طاحنة، وال يقف األمر عند هذا الحد بل وصل إلى اعتماد بعض أرباب العمل في قرارات توظيفهم على مـا تترجمه مـواقـع الـتـواصـل االجـتـمـا­عـي عن الشخص وليس على السيرة الذاتية. والـــســـ­ؤال الــــذي يــطــرح نــفــســه بـــقـــوة: إلـــى أين املسار؟، هل ممكن أن تخلق السلبيات املذكورة أعـــاه دافــعــا قـويـا للجهات املـسـؤولـ­ة للسعي للتحكم في املحتوى املعروض في «السوشيال ميديا» واختيار الشخصيات املؤثرة فتصبح منبرا مقننا بــاملــور­وث البشري األخــاقــ­ي، أم الــكــنــ­تــونــيــ­ة تـــحـــاو­ل تــقــمــص أدوار الــكــبــ­ار لــتــكــو­ن مـــؤثـــر­ة، ولــكــنــ­هــا لم تــجــد إلـــى ذلـــك ســبــيــا، فــتــاقــ­ت إلى الشرور مدعومة في نواياها السيئة بقناتهم الـخـنـزيـ­رة الـتـي أنشأوها لــهــذا الــغــرض، فـهـي مـجـنـدة للنيل من حكام دول الخليج، ومن بعض حكام الدول العربية، وتحاول شحن الشعوب ضد القادة، إال أن ذلك كله لم يمر مـرور الكرام، فهناك قيادات حـكـيـمـة وحــصــيــ­فــة تـنـبـهـت لألمر، وصــاغــت املــعــاه­ــدات لـكـي نـكـف شر هـــــذه الـــدويــ­ـلـــة املــنــفـ­ـلــتــة مــــن عقال املنطق والــعــرو­بــة والــديــن، إال أنها أبــــت ودأبــــــ­ت عــلــى نــقــض املواثيق والعهود حتى جاء الرد القاسي من الدول الداعية إلى مكافحة اإلرهاب بــاملــقـ­ـاطــعــة، والـــتـــ­ي ســتــجــع­ــل قطر تـذعـن وهــي صــاغــرة، فلن تستطيع الـصـمـود حـتـى وإن كــابــرت مؤقتا، لكنها في نهاية املطاف ستجر ذيول الــخــيــ­بــة، وســـــوف تــأتــي تستعطف وتستلطف ولكن بعد فوات األوان. أن عطش حرية التعبير وبريق الشهرة الذي يـعـتـبـره أغــلــب مـسـتـخـدم­ـي وســائــل التواصل االجتماعي مصدر اإلدمان عليها سيعتبر أي محاولة لتعديلها وتقنينها كبحا للحرية؟، بــن هـــذا وذاك الــتــقــ­دم الـتـكـنـو­لـوجـي وسيلة غـرضـهـا خـدمـة الـبـشـريـ­ة.. هــذه األخــيــر­ة التي تـبـنـى لـبـنـاتـه­ـا عــلــى الــتــفــ­اعــل واالجتماعي­ة والتواصل الحقيقي بمشاعر إنسانية.

 ??  ?? محمد القحطاني
محمد القحطاني
 ??  ??
 ??  ?? أحمد الغامدي
أحمد الغامدي

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia