السعودية أوال
يحاول إعام قطر وعلى رأسه قناة «الجزيرة»، أن يصور للرأي العام اإلقليمي والــدولــي، بخصوص األزمـــة الخليجية الحالية، أن سبب الخاف بن السعودية واإلمـــارات ومصر والبحرين من جهة، وبن قطر من جهة أخرى هو صراع بن مشروعن؛ مشروع تغريبي محارب للدين اإلسامي، ومشروع استسامي مستعد أن يتخلى عن قضية فلسطن وجميع الحقوق العربية لصالح إسرائيل، وكذلك يتضمن أيضا محاربة حقوق األفـراد وحرياتهم في التعبير، وإيذانا بعودة لألنظمة الشمولية الديكتاتورية. وفي املقابل، يصور ذلك اإلعــام أن قطر تتبنى املشروع اآلخـر الذي يحرص على الحقوق العربية، وهـو الــذي يدعو إلـى دعـم املنظمات اإلسامية املقاومة إلسرائيل وأمريكا (اإلخوان وحماس مثا)، ويتبع تـلـك االدعــــــاءات أن قـطـر تتبنى حــقــوق اإلنــســان وتــدعــم املحرومن والبسطاء في املجتمعات األخــرى ألخـذ حقوقهم ولـو بالثورة على أنظمتهم الحاكمة (ويقولون ال نتدخل في شؤون اآلخرين). طبعا جميع تلك االدعاءات والتسويق لها ليس صحيحا، والشواهد على ذلك كثيرة، وأوال فمنذ 199٥ والقيادة القطرية السابقة والحالية لديها حاجز نفسي تجاه الـجـارة الكبرى (الـسـعـوديـة)، وصياحهم طيلة تلك السنوات أنهم دولــة مستقلة ذات سـيـادة وليسوا تابعن ألحد، والحقيقة التاريخية أن القيادة السعودية التي عرفت بالرزانة والـحـكـمـة طيلة تـاريـخـهـا وحــتــى اآلن لــم تــحــاول أن تحتكر القرار الخليجي داخل مجلس التعاون في أي وقت من األوقات، بل إن قرارات عديدة صدرت منه كانت تختلف عن وجهة النظر السعودية ومحاضر اجتماعات املجلس خير شـاهـد، ولـكـن حرص الــقــيــادة الـسـعـوديـة الــدائــم عـلـى وحـــدة الــصــف الخليجي واملحافظة على اللحمة أمــام التهديدات واألخــطــار التي تواجه دول املجلس تجعلها تترفع عن أي اختاف وتقبل بتلك القرارات وكان معظم الخافات بتدبير قطري، ولكن نـفـسـيـة الــقــيــادة الــقــطــريــة لــيــس لــهــا حـــل، اململكة العربية السعودية مهبط الوحي ومنبع الرسالة املـحـمـديـة وأرض الـحـرمـن الـشـريـفـن، هــل يتوقع العاقل أنها قـد تقبل بمشاريع تهدف إلــى تدمير الدين اإلسامي الحنيف والقرآن والشريعة الغراء دستورها ومنهجها؟ (ما لكم يا قوم أال تعقلون). إن قطر تمارس نفس الدور التي كانت تمارسه بعض األنظمة العربية القومجية والثورية ونظام املالي في إيـران بمحاولة ابتزاز اململكة في االدعاء بحرصهم على الحقوق العربية والقضية الفلسطينية، مع أنهم يقومون بجميع املمنوعات وذلك بإقامة العاقات والتطبيع مع إسرائيل في الخفاء والهجوم عليها في العلن، والقيادة السعودية تعلم ذلك ومع ذلك بحكمتها تتخطى ذلك، وفي املنابر اإلعامية يكيلون لـهـا الـسـبـاب والـشـتـائـم إذا الـسـعـوديـة أرادت أن تبحث عن مصالحها، وإذا تعلق األمر بمصالحهم أخذوا وضعية امليت حتى لو تعارضت مع مصالح األمة. بالنسبة للقضية الفلسطينية فـنـقـول إلعـــام قـطـر ال تـــزايـــدون علينا فــي ذلـــك، فــالــدمــاء الــطــاهــرة لطوابير الشهداء ألبناء اململكة العربية السعودية التي سالت على أرض فلسطن فـي حــرب 8٤ وحرب 67 وحــرب أكتوبر ضد العدو اإلسرائيلي خير شــاهــد يــا إعــــام عــزمــي بـــشـــارة، بــاإلضــافــة إلى الــدعــم املــــادي واملــعــنــوي الـضـخـم والــــذي قدمته اململكة لإلخوة الفلسطينين منذ النكبة وحتى اآلن دون منة أو طلب رد جميل، ولم تفتح اململكة مكتب تمثيل في