وهل لألحزان نهاية ؟

يقول املكيون والحجازيون بصفة عامة عندما يعزون صديقًا أو زميا أو جــارًا لهم في قريب عزيز رحـل إلـى الــدار الباقية.. يقولون من باب التفاؤل: نهاية األحــزان.. وقد سمعت من يقول هذه العبارة تلطفًا لي ولغيري في أكثر من مناسبة عزاء فتساء لت بيني وبني نفسي وهل لألحزان في هذه الدنيا نهاية؟! إن رحلة الحياة طالت أم قصرت مليئة باآلمال واآلالم والشجن واملعاناة ولحظات السعادة فيها قصيرة جــدًا، أمـا ما بقي فهو مكابدة وعناء يستوي في ذلـك الغني والفقير والكبير والصغير مـع اخـتـاف نسبي فـي درجــة املـعـانـاة فقط ال غير وقد وصف شاعر الحياة الدنيا بأنها بؤرة لألحزان والكدر فقال: جبلتعلىكدروأنتتظنها خلوًامناألقذارواألكدار ومكلفاأليامضدطباعها متطلبفياملاءجذوةنار! وإذارجوتاملستحيلفإنما تبنيالرجاءعلىشفيرهار ومنذ الصرخة األولى لإنسان في هذه الحياة فإنه مر بـأدوار ومراحل ال تخلو من األمراض واألحزان واملصاعب واملتاعب وكلما ظن أنه نجا وسلم باغتته األقدار بما يعكر صفو حياته من خوف ونقص في األمــوال واألنفس والثمرات وليس له ماذ كريم إال الصبر على قضاء الله فإن لم يصبر وتبرم فما جزعه بـراد له ما فقده وال تبرمه بنافعه بل إنه يضره ألنه لم يستسلم ملا أراده الله له وال يسلم من شرور الدنيا أحد واملؤمن مبتلى وغير املؤمن كذلك ولكن رجاء ما عند الله يكون ملن آمن وصبر ورضــي وقــال: الحمد لله فـي جميع األحـــوال ولـذلـك كله فــإن الـعـبـارة املتفائلة التي يقولها املعزون ملن فقد عزيزًا من أسرته أو ولده، ال يمكن له أن تتحقق في هذه الدنيا الفانية، فا حزن «يدوم وال سرور»، وإنما هي األيام تتقلب واملقادير تجري واألنفاس تتعدد والعمر يمضي واآلجال تنصرم ولكل شيء نهاية ولكل أجل كتاب فإن تعامل اإلنسان مع الدنيا تعاما واقعيًا فإنه يظل فيها صامدًا مؤمنا بأنها «جبلت على كدر» وإن تعامل معها وفق أوهامه، فا بد أن يصطدم بني الفينة واألخرى بواقعها األليم وقد تكون صدمته كبيرة وجزعه غير حميد! للتواصل أرسل sms إلى 88548 االتصاالت 636250, موبايلي, نيز738303 تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة