Okaz

خالد الفيصل.. يغني!

-

قبل أيام كتب الصديق العزيز األستاذ مشعل السديري مقاال وصف فيه األمير خالد الفيصل بـ «مثقف األمراء وأمير املثقفني»، بل إن هذه العبارة املنصصة أو املقوسة كانت هي عنوان املقال. والحقيقة أنني في اليوم الذي ظهر فيه مقال «مشعل» كنت أستعد لكتابة أخرى عن مستشار خادم الحرمني الشريفني، أو على األدق عن مبادراته املدهشة وأفكاره الخالقة وأعماله املائرة السائرة املتحركة والتي ال تتوقف وال تنتهي، بـل إنـه يفاجئنا كـل يـوم بمشروع جديد وفـكـرة حديثة وحــلــم كبير مــعــه، حـتـمـًا، سيتحول إلــى واقـــع حــي مــعــاش، كـمـا هو مشروع الفيصلية الجديد الـذي حضرنا مؤتمره الصحافي الكبير قبل أسبوعني فـي مقر إمــارة منطقة مكة املـكـرمـة، وفيه أعلن عراب املــشــرو­ع األمــيــر خـالـد الفيصل تفاصيل ضخمة ملـديـنـة أخـــرى هي امتداد للعاصمة املقدسة وقد تكون، بل إنها كذلك بعون الكريم، أمانًا ألحفادنا جيل املستقبل املنتظر. إن خالد الفيصل ليس مثقفًا وحسب، وال أميرًا للمثقفني فقط، ولكنه رجـل ال يتوقف عن التفكير والخلو إلـى نفسه كي ينضج فكرته ثم يلقي بها عمال سائغًا للناس. نعم هو قد تجاوز السبعني أطال الله عمره، لكنه، ما شاء الله تبارك الله، بكل هذا النشاط وهذه الحيوية، وهذه األعمال املتتابعة املتعددة والنوعية، من إدارة الحكم املحلي، إلــى دعــم األعــمــا­ل الـتـطـوعـ­يـة ومـبـاركـت­ـهـا وخــلــق الــبــرام­ــج املتناثرة لـهـا فــي منطقة مــكــة، إلـــى اهـتـمـامـ­ه بــلــقــا­ءات املـثـقـفـ­ني واإلعالمين­ي واالقتصادي­ني ورجال األعمال، واألهم من كل هؤالء هم الشباب الذين احتضنهم ووفـــر لـهـم املــســاح­ــات واملـلـتـق­ـيـات وشـجـع أفــكــاره­ــم على امتداد املنطقة ودفـع حماسهم إلـى النقطة التي ستصب في صالح هذا البلد في الغد القريب بإذن الله. هل هذا كل ما يفعله خالد الفيصل؟ ال، هناك املزيد الذي لن يتوقف، فقد جعل «سوق عكاظ» مهرجانًا الفتًا أحيا به الطائف وأعاد إليها روحـهـا ووهجها التاريخي الـقـديـم، وسـلـم هــذا املـهـرجـا­ن، وهــو في كامل ألقه وذروة نجاحه ومنتهى تميزة، سلمه إلـى الهيئة العامة للسياحة الـتـي كــان إشـرافـهـا قبل شهر ونـيـف على مهرجان ضخم وكانت بدايتها متعثرة قليال، وهي معذورة في ذلك، ألن كل من يأتي بعد خالد الفيصل سيتعب كثيرًا من وجهة نظري، كون «أبوبندر» من القالئل الذين يراكمون النجاح، نجاحات بعضها فـوق بعض، وكل نجاح يتجاوز الذي قبله، ولن يلحق به أحد. هل نتوقف هنا؟ كال، فخالد الفيصل يعلمنا أن «الفكر» و«الثقافة» هما منبع كل تحول إيجابي وتقدم إلى األمام وصعود نحو الشمس، فغير مبادراته الثقافية منذ كان أميرًا ألبها ورعايته للثقافة واملثقفني مما يؤكد التقاء املثقف والسلطة هنا، دون تصادم أو تعارض، فإنه أثبت هذا التصالح عبر امليدان بتأسيسه مؤسسة الفكر العربي قبل ســنــوات، وبـعـيـدًا عــن مـؤتـمـرات­ـهـا الـسـنـويـ­ة املتنقلة فــي غـيـر مدينة عربية، فإن ما أنجزته هذه املؤسسة من دراسات في الثقافة والتنمية والقراءة بكل األرقام املفزعة التي توصلت إليها أبحاثها ودراساتها هي جهد عظيم يجب أن تتأمله الحكومات العربية وتأخذ به وتبدأ معالجاتها على الفور وتصلح من أوضاعها املرتبكة قبل أن تغرق مع الغارقني. نعم، كبير عمر خالد الفيصل، لكنه ــ أمسكوا الخشب ــ ما يزال شابًا في الثالثني، حيث الفتوة والعزيمة ومواصلة العمل بإحساس الفنان خدمة لوطنه بكل مـا يحويه هــذا الـوطـن مـن قـيـادة وشعب وشباب سيصنعون املستقبل األجمل لهذا البلد العظيم كما يراهن عليهم «ولد الفيصل». أجمل ما في مستشار ملكنا وقائدنا خــادم الحرمني الشريفني، أنه يؤدي أعماله هذه كلها باستمتاع، هكذا أراه يتحرك في كل مكان وال يتوقف عن العمل، كأنما هو سيد حقوله يفلحها بالغناء!.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia