«مانسيد».. حني يتدفق الريال القطري لتمويل إرهاب كيرال
تــعــلــقــت ســــنــــارة الــصــيــد الــقــطــريــة بالتنظيمات اإلرهــابــيــة مــنــذ زمــــن، فـالـطـعـم الــقــطــري أو الريال الـقـطـري بــات مـغـريـًا للمتطرفني والـجـهـاديـني في كـل بـقـاع األرض، مـن طرابلس إلــى الـقـاهـرة مرورًا بـسـوريـة والـيـمـن، وحـتـى وصـلـت أخـيـرًا إلــى كيرال في أقاصي جنوب الكرة األرضية، إذ كشفت تقارير وكالة االستخبارات الهندية تورط مواطنني هنود عاشوا في الدوحة في دعم تنظيم «داعــش» باملال والسالح. ومــــن أحــــد هــــــؤالء الـــذيـــن دعـــمـــوا «داعــــــــش» تحت مــظــلــة قــطــريــة، «عــمــر الــهــنــدي» واســـمـــه املستعار «مــانــســيــد» 30( عــامــًا) مــن مــديــنــة كـــانـــور، ووفقًا لوكالة االستخبارات الهندية، أطلق مانسيد اسم «عمر الهندي» على نفسه بعد انضمامه وارتباطه بأنشطة «داعش» في قطر حيث كان يعمل، ويعتبر مانسيد رئـيـس وحـــدة «داعـــش» فــي جـنـوب الهند الـتـي ضبطتها هيئة التحقيق الوطنية الهندية في الثاني من أكتوبر ،2016 في مدينة كانور في والية كيرال. وتفيد الـتـقـاريـر بــأن مانسيد أنـشـأ تنظيما أطلق عليه اســم «أنـصـار الـخـالفـة» أو «جـنـود الخالفة»، يضم ما ال يقل عن 12 قائدًا في كيرال، هدفه تجنيد أفراد لـ«داعش»، في حني أن عدد األشخاص الذين انـضـمـوا للتنظيم لــم تتضح بـعـد، ودأب مانسيد على تجنيد العديد من العناصر لصالح التنظيم، ومنهم صديقه املـقـرب عبدالله رشـيـد، والــذي كان يعمل فـي مـركـز الــدراســات اإلسـالمـيـة فـي الدوحة، وله أيضًا صالت وثيقة مع تنظيم «داعش». وتـشـيـر مــصــادر إلــى أن مانسيد أرســـل رشــيــد إلى كيرال، حيث نجح األخير في تجنيد مجموعة من 21 فـــردًا بـزعـامـتـه، والــتــي غـــادرت إلــى ســوريــة من كيرال لالنضمام إلى «داعش»، وكان مانسيد يعمل من خالل مجموعة «واتساب» من قطر للبقاء على اتصال مع أعضاء املجموعة اآلخرين في الهند. وأرســـــل مـانـسـيـد آالف الـــــــدوالرات مــن مــصــادر في قـطـر لـتـمـويـل الـعـمـلـيـات اإلرهــابــيــة والـتـجـنـيـد في كــيــرال، وقــالــت الــوكــالــة إن املـجـمـوعـة الــتــي يرأسها مـانـسـيـد تـجـمـعـوا فــي مـقـصـد ســيــاحــي شـهـيـر في كانور، للتخطيط لهجمات ضد القادة السياسيني فــي «كــيــرال» و«تــامــيــل نـــــادو»، وشـــن هـجـمـات على االحتفاليات املجتمعية على غـرار هجوم «نيس»، إذ كانوا يرتبون الستخدام شاحنة كسالح. وإلتمام تلك العملية أرسل مانسيد مبلغا يكفي لشراء شاحنة ثـقـيـلـة السـتـعـمـالـهـا فــي دهـــس الــحــشــود والتسبب فـي مقتل وإصــابــة عــدد كبير مـن األشــخــاص خالل تجمعات االحتفاالت الدينية في مدينة كوتشي. وأوضحت املصادر أن مانسيد قام بزيارة قصيرة اســـتـــمـــرت أربـــعـــة أيـــــام فــقــط مـــن قــطــر إلــــى مسقط رأســـه فــي مـنـطـقـة كــانــور فــي كــيــرال، لـحـضـور ذلك االجتماع والتخطيط للهجوم، إال أن االستخبارات الــهــنــديــة تـتـبـعـت تــحــرك تــلــك الــجــمــاعــة، وحصلت عـلـى مـعـلـومـات مــؤكــدة عــن مـكـان ومــوعــد الخطة، ما مكنهم من إحباط الهجوم في اللحظة األخيرة، وفي غضون ذلك تم إلقاء القبض على 22 شابا بعد أشهر من ظهور تقارير تفيد بأنهم مفقودون تحت ظروف غامضة، وتبني فيما بعد أنهم كانوا ضمن مــعــســكــر مــخــصــص لـتـجـنـيـد الــشــبــاب لالنضمام لـ «داعش».