هل نضبت التبريرات؟
وزير «النفي» يغيب أسبوعني..
يبدو أن وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني دخل في حالة سبات عميق، رغم نشاطه «غير املجدي» طوال الشهرين املاضين في املحافل الدولية، منذ بداية األزمة، إال أن غياب الوزير القطري الذي كــان يظهر يـومـيـًا فــي مــؤتــمــرات ولــقــاءات صحفية مــتــكــررة، لترويج «مظلومية الـدوحـة» وكسب تعاطف املجتمع الـدولـي، بـات يشير إلى دالئل عدة عن نضوب األعذار والتبريرات لدى «تنظيم الحمدين». وفــي قــراءة متأنية ألداء الـوزيـر القطري خــالل األزمـــة، لـم يعد صعبًا على املتابع وجود التناقضات والسخرية في تصريحاته، إذ أضحى ارتباك املسؤولن القطرين يمثل حالة «التناقض» التي يعيشونها منذ الخامس من يونيو املاضي، ولـم يقتصر التناقض وحـده سمة ألحاديث الوزير القطري، حيث وصمت به نبرة «النفي» التي ما فتئ على تكريرها في كل محفل، وعن كل كذبة يروج لها اإلعالم القطري. ومـنـذ الــــ03 مـن يوليو ال يجد املــراقــب لـأزمـة الخليجية أي «فرقعة جديدة» للوزير القطري في نشرات األخبار أو وكــاالت األنباء، الذي أدمن على الظهور اإلعالمي منذ قطع الدول الداعية ملكافحة اإلرهاب عالقاتها الدبلوماسية مع قطر، في حن يتضح للمراقبن أن الوزير «قليل الخبرة» ال يتمتع بالنفس الطويل ملواجهة أزمة بهذا الحجم، ولم يعد لديه ما يكفي من األكاذيب لترويجها. وفـي ذات السياق، ال يمكن إغفال تصريح وزيـر الخارجية السعودي عادل الجبير من املنامة في الـ03 من يوليو، عندما علق حول مطالب «تدويل الحج» بوصفها «إعالن حرب»، وجاء وقع ذلك التصريح ثقيال على مسامع املـسـؤولـن فـي قـطـر، وأربـــك تنظيماتهم واستعداداتهم، وخير بـرهـان ظهور وزيــر الخارجية القطري بعد التصريح فـي لقاء مفتعل وغـيـر مــجــدول بـعـد منتصف الـلـيـل، عـبـر قـنـاة الــجــزيــرة، لنفي املحاوالت القطرية املثبتة في وسائل إعالمهم، في محاولة لـ«التذاكي»، والتراجع عما كانت تخفيه نياتهم ضد اململكة، بيد أن محاوالتهم باتت «مكشوفة» أمام الرأي العام الدولي.