احلاقدون على املوتى واملجتمع
يــتــوهــم الــيــهــود أن الـــلـــه ســــوف يجمعهم جميعا في هيكل سليمان، وألنهم يعرفون أن الــهــيــكــل ال يـتـسـع لــهــم إذا كــثــر عددهم يـــحـــرصـــون عـــلـــى أن يــبــقــى عـــــدد اليهود مــحــدودا، ولـذلـك هـي ديـانـة غير تبشيرية، كما أن كهنتهم ال يعترفون بيهودية أحد إال إذا كانت أمه يهودية حتى وإن كان أبوه يهوديا، لذلك شــاع بـني اليهود مثل يقول «قليال قليال لكي يتسع لكم الهيكل». وشــتــان بــني هــذا الــوهــم الــيــهــودي ومــا من الـلـه علينا بـه مـن اإلســـالم، الــذي تـؤكـد لنا آيات كتابه السماوي وأحاديث نبيه الكريم بأن رحمة الله وسعت كل شيء وأن رحمته سبقت عــذابــه، اإلســـالم الـــذي يـتـبـادل أهله الـسـالم مـا دامـــوا أحـيـاء فــإذا طـواهـم املوت ســـأل الــلــه املــتــأخــر مـنـهـم ملــن تــقــدم الرحمة وأن يشمله الله بمغفرته وأن يسكنه فسيح جناته. ورغـــــم ذلــــك فــقــد ابــتــلــيــت حــيــاتــنــا برجال يضيقون من رحمة الله واسعا، وال يجدون حرجا أن يطيروا فرحا بموت هـذا الرجل أو ذاك فـيـسـعـون إلـــى مــحــاولــة ســد منافذ الجنة عليه، مؤكدين عـدم جـواز الدعاء له بالرحمة رغــم أنهم يعرفون أنــه مــات على اإلسالم ويعرفون أنهم أعجز من أن يشقوا عن قلبه ويحكموا على صحة معتقده. من هــؤالء الذين ال تخرج آراؤهــم عن املثل الـــيـــهـــودي «قــلــيــال قــلــيــال لــكــي يــتــســع لكم الـهـيـكـل» أولــئــك الـــذي كــشــروا عــن أنيابهم وحقدهم، مفتني بعدم جـواز طلب الرحمة للفنان الكويتي حسني عبد الـرضـا رحمه الله، واصفينه بالرافضي الشيعي دون أن يــرف لـهـم جـفـن أو يخشع لـهـم قـلـب، وقبل ذلـك أنكروا الترحم على طـالل مـداح وعبد الرحمن الوابلي وغيرهم كثير رحمهم الله جميعا. هـــــــؤالء الــــذيــــن يــحــمــلــون قـــلـــوبـــا داعشية يخفونها خوفا مما آل إليه أمـر الدواعش ومـــن يـمـاثـلـهـم مـــن الــجــمــاعــات اإلرهابية التكفيرية يجدون في وفــاة بعض األعالم فــرصــة مــالئــمــة يــنــفــســون بــهــا عــمــا يجول في أنفسهم من حقد، ال على األعـالم الذين رحلوا بل على املجتمع كله.