إيرادات الـ035 مليارا.. «كلمة سر» تسدد الرواتب والدعم %29 مكنت السعودية من جتاوز أزمة أسعار النفط
كشفت األرقام املعلنة أمس (األحد) مليزانية الربع الثاني، ارتفاعا بنسبة %100 في اإليرادات غير النفطية للسعودية لتسجل 62 مليار ريال مقابل 32 مليار في الربع األول. وتنسجم هذه الزيادة مع خطط اململكة لرفع اإليرادات غير النفطية إلـى 530 مليار ريــال فـي ،2020 وتريليون ريال في عام ،2030 حتى يتسنى مواجهة األعباء املــتــزايــدة لــلــرواتــب ودعـــم الــطــاقــة والكهرباء، تـــزامـــنـــا مــــع تـــنـــويـــع الــــقــــاعــــدة اإلنتاجية وتحصيل الرسوم. وذكـــــر االقـــتـــصـــادي الـــدكـــتـــور عبدالله الشدادي لـ «عكاظ» أن زيادة اإليرادات غـيـر النفطية تـعـد خــيــارا رئيسيا لـــلـــســـعـــوديـــة مـــــن أجـــــــل تقليص االعتماد على النفط. ولــفــت إلــــى ارتـــيـــاحـــه الرتفاع هــــذه اإليــــــــرادات فـــي النصف األول إلـــى 95 مــلــيــار ريال، تزامنا مـع توقعات سابقة أشارت إلى أن تلك اإليرادات سترتفع إلى 207 مليارات ريال خالل العام الحالي. ونـــــــوه إلــــــى أهـــمـــيـــة هذه الــــــــزيــــــــادة فــــــي مواجهة األعباء املتزايدة للرواتب ودعــم الطاقة والكهرباء، مــــــشــــــددا عــــلــــى ضــــــــرورة املــضــي قــدمــا فـــي تنويع الــــــــقــــــــاعــــــــدة االنـــــتـــــاجـــــيـــــة وتحصيل الرسوم. من جهته، قال عضو جمعية االقتصاد السعودي الدكتور عــــصــــام خــلــيــفــة لـــــ«عــــكــــاظ»: «الـــكـــلـــفـــة املـــرتـــفـــعـــة للرواتب والــدعــم، تلتهم أكثر مـن نصف امليزانية، وبالتالي يجب تعزيز الــجــهــود إليــجــاد إيــــــرادات جديدة الســـتـــمـــرار اإلنــــفــــاق عــلــى املشاريع الرأسمالية، والتشغيل، والصيانة.
بــمــا يــصــل عــلــى األقــــل إلـــى 350 مليار ريال سنويا، وبمقارنة بسيطة يمكن تلمس أهمية اإليــــرادات املرتفعة غير النفطية التي وصــلــت إلـــى 95 مـلـيـار ريـــال فــي الـنـصـف األول، وتـمـثـل أكــثــر مــن %40 مــن اإليــــــرادات الـنـفـطـيـة التي بلغت 213 مليار ريال». وأضـــاف: «هــذه األرقـــام متواضعة، وآمــل أن تتحسن أسعار النفط في النصف الثاني، فإيرادات السعودية سجلت رقما قياسيا غير مسبوق في 2013 ببلوغ اإليـــرادات نحو 1.1 تريليون ريــال؛ لذا فاألوضاع الراهنة تستلزم بذل جهد أكبر لتنويع اإليرادات غير النفطية». أكـــد اقــتــصــاديــون مـتـخـصـصـون لـــ«عــكــاظ» أن ميزانية الربع الثاني التي أعلنت أمس (األحد)، تعطي مؤشرا قويا على تحقيق رؤية السعودية .2030 وأوضــحــوا أن الحجم الــذي قـفـزت لــه اإليرادات غير النفطية يعطي داللـة على تنوع مصادر الدخل، وأن اململكة تمكنت من تجاوز أزمة انخفاض أسعار النفط في األسواق العاملية مــن خــالل خـطـة وإسـتـراتـيـجـيـة واضحة من خالل زيادة إيراداتها بنسبة .%29 وقـــــــــــال عــــضــــو جـــمـــعـــيـــة االقــــتــــصــــاد الـسـعـودي الـدكـتـور عبدالله املغلوث لـــ«عــكــاظ»: «إن اإليــــرادات قـفـزت في الــنــصــف األول مـــن الـــعـــام الحالي بنسبة تصل إلـى %29 وهــذه داللة عـــلـــى تــحــســن أداء اإليـــــــــــرادات في السعودية؛ لتحقيق رؤيتها ،2030 وتحقيق برنامج التوازن املالي». وذكـــر أن مكتب الــديــن الــعــام عمل عــلــى تــوفــيــر الــســيــولــة عـــن طريق الــســنــدات أو الــصــكــوك اإلسالمية أو أذونـــــــات الـــخـــزانـــة، الــتــي كانت تغطيها املؤسسات املالية الداخلية أو الخارجية حسب طرح اململكة. وأضـــــــــاف: «رغــــــم وجــــــود الـــعـــجـــز في املــيــزانــيــة، إضــافــة إلــى تــدنــي مستوى أسعار النفط في األســواق العاملية منذ مــطــلــع عــــام 2014 إال أن وزارة املالية نجحت في رفع اإليرادات في النصف األول من العام الحالي إلى نحو 308 مليارات ريال إلى جانب زيادة اإليرادات غير النفطية». مـــــن نـــاحـــيـــتـــه، بـــــن الـــخـــبـــيـــر االقتصادي عبدالغني األنــصــاري لــ «عــكــاظ» أن امليزانية السعودية للربع الثاني تعتبر مبشرة بالخير، إذ استطاعت اململكة تجاوز األزمة االقتصادية من خــالل خطة واضـحـة وشفافة تسعى إلــى رفــع الكفاءة املالية. ولفت إلى أن اململكة رغم انخفاض سعر برميل النفط من 120 دوالرا إلى 30 دوالرا استطاعت تجاوز هذه األسعار املنخفضة، والعمل على اإليرادات غير النفطية ورفعها بشكل كبير. وتـــابـــع: «املــيــزانــيــة الــربــعــيــة الــتــي ظــهــرت أمـــس (األحــــــد)، تـعـطـي ثــقــة لدى املستثمرين األجــانــب لـلـدخـول فــي االسـتـثـمـار فــي الــســوق الـسـعـوديـة، وأن خطط االقتصاد تضعه في مراتب متقدمة علميا».