هل يصنف ترمب «الثوري» إرهابيًا وميزق «النووي»؟ 1
بعد تخصيص إيران 500 مليون دوالر لـ«الباليستية» وفيلق القدس
يدرك النظام اإليراني أنه سيواجه عقوبات اقتصادية مزلزلة في املرحلة القادمة، خصوصا أن إدارة الرئيس ترمب أصبحت أكثر قناعة اليوم من أي وقـت مضى بــضــرورة تـشـديـد الـعـقـوبـات االقـتـصـاديـة لـكـي تكون أشد وطأة على طهران، بعد أن أعادت النظر مؤقتا في تمزيق االتفاق النووي اإليراني مع الدول الكبرى. هذا االتفاق الذي وقعته طهران خالل فترة إدارة الرئيس الــســابــق أوبـــامـــا، الــــذي سـمـح لـلـنـظـام اإليـــرانـــي برفع التجميد عن حساباته في الخارج التي تقدر بمليارات الـــــــــــدوالرات، لــكــي تــســتــخــدمــهــا فـــي تــطــويــر قدراتها الـعـسـكـريـة الــصــاروخــيــة والــنــوويــة ودعـــم ميليشيات الـــقـــدس الــطــائــفــيــة والــبــاســيــج اإليـــرانـــي لــزعــزعــة أمن واستقرار منطقة الشرق األوسط. وجـــــــاءت مـــصـــادقـــة مــجــلــس الــــشــــورى اإليـــــرانـــــي، أمـــــس (األحـــــــــد)، على تخصيص 520 مـلـيـون دوالر لتطوير الـبـرنـامـج الباليستي اإليراني وتعزيز النشاطات اإلقليمية للحرس الثوري، كرسالة واضحة أن النظام اإليراني ماض في تنفيذ برامج تطوير الصواريخ الباليستية، ضاربا بعرض الحائط بالقرارات األممية التي تمنع إيران من تطوير برامجها الصاروخية وإجراء التجارب عليها، وتحديا لقرارات الشرعية الدولية. وينص القرار 2231 الطلب من إيــران أن تمتنع ملدة ثماني سنوات عن إجــراء أي نشاطات نـوويـة، بما فيها إطــالق صـواريـخ قــادرة على حمل رؤوس نووية. وتتضمن املـبـالـغ الـتـي تمت املـصـادقـة عليها مـن قبل مجلس الشورى اإليراني أيضا لتمويل فيلق القدس والحرس الثوري اإليراني، وتوجه إيران في جهودها لبناء قدراتها العسكرية نحو االستثمار في مجال بناء الصواريخ الباليستية متوسطة وطويلة املـدى، وفي تطوير برنامجها النووي، تضعها في صفوف الدول النووية. وتعهد الرئيس ترمب بردع تجاوزات إيران، وتوعدها بمزيد من العقوبات، واصفا إياها بالدولة اإلرهابية األولى في العالم. وكشفت مجلة فورين بوليسي، أخــيــرا أن الـبـيـت األبــيــض يـسـعـى لتكثيف الــضــغــوط االقتصادية على الـنـظـام اإليــرانــي بـشـأن نشاطاته غير الــنــوويــة، كالصواريخ الـبـالـيـسـتـيـة، خــصــوصــا أن إيــــران حـقـقـت تــقــدمــا فــي تكنولوجيا الصواريخ وبأّنها ترّكز بشكل أساسي على تحسني أجهزة التوجيه لهذه الصواريخ. التي تراقبها واشنطن باهتمام كبير. والسؤال الذي يطرح نفسه بعد مصادقة مجلس الشورى على هذه املبالغ الهائلة لتطوير الصواريخ الباليستية وتمويل ميليشيات طائفية إيرانية.. هل يضع الرئيس ترمب الحرس الثوري في قائمة اإلرهاب ويمزق االتفاق النووي اإليراني مع الدول الكبرى، لكي يتم قصقصة أجنحة اإلرهــاب اإليـرانـي وإعــادة إيــران إلـى املربع صفر.. هذا السؤال موجه لإلدارة األمريكية.