Okaz

ما عالقة «إمارة اإلرهاب» بـ«بن الدن» والقاعدة؟

- حسن باسويد (جدة) @baswaid

مــنــذ أعــــــوا­م مــضــت، طــالــب ســيــاســ­يــون بــمــزيــ­د من التدقيق حــول صــالت قطر بــاإلرهــ­اب الــدولــي، مع الـتـهـديـ­د بــفــرض عــقــوبــ­ات إذا فـشـلـت فــي معالجة املشكلة، وتمحورت االتهامات للدوحة حول تمويل الجماعات اإلرهابية مباشرة أو «غض الطرف» عن املمولني املوجودين هناك. وبسبر أغـوار العالقة الغامضة بني قطر والقاعدة، تتكشف حقائق جــديــدة لتزيح الـسـتـار عــن تاريخ طويل من التآمر، فالدوحة مصدر رئيسي للتبرعات املالية إلى تنظيم القاعدة وتفرعاته بحسب تقارير أمريكية نـشـرت عــام ،2009 مـا جعل رئـيـس لجنة االستخبارا­ت واألمن في البرملان البريطاني -آنذاكمالكو­لم ريفكيند يطالب بـوجـوب أن تختار قطر أصدقاءها أو أن تعيش عواقب أفعالها. ويلفت املسؤولون األمريكيون السابقون وتقارير الحكومة األمريكية املسربة إلـى أن أسامة بن الدن زار أيــضــا الـــدوحــ­ـة مــرتــني خــــالل هــــذه الــفــتــ­رة في مـنـتـصـف الــتــســ­عــيــنــا­ت، وحــــل ضـيـفـا عــلــى الشيخ عبدالله بن خالد، الــذي شغل منصب وزيــر الدولة لألوقاف والشؤون اإلسالمية في قطر، ثم في وقت الحق وزير الدولة للشؤون الداخلية. وأثناء زيارة قام بها بن الدن إلى الدوحة في يناير ،1996 قالوا إنــه «نـاقـش عملية نقل املتفجرات إلــى السعودية، لــعــمــل­ــيــات تــســتــه­ــدف مــصــالــ­ح الــــوالي­ــــات املتحدة واململكة املـتـحـدة فــي الــدمــام، والــظــهـ­ـران، والخبر، وذلك باستخدام خاليا سرية من القاعدة في اململكة العربية السعودية». ووفـقـا لتقارير استخباراتي­ة أمريكية فــإن الشيخ عبدالله بن خالد آل ثاني آوى في قطر العشرات من «األفغان العرب» العائدين من أفغانستان في أوائل التسعينات، ووفر لهم السكن والدعم املالي. ويشير مـديـر مـركـز دراســـات األمــن واالستخبار­ات بجامعة باكنجهام البروفيسور أنتوني جليس إلى أنه «حان الوقت لرسم خط تحت التمويل القادم إلى اململكة املتحدة، ومن املعروف جيدا أن العثور على اإلرهابيني، يأتي من تتبع املال، وفي الوقت الراهن يبدو أنه يأتي من قطر». وفــي تقرير نشره مركز أبـحـاث أمني أمريكي عام ،2014 تـــم تــحــديــ­د 20 مــواطــنـ­ـا قــطــريــ­ا كممولني إرهــابــي­ــني كــبــار، وقـــد تــم بالفعل تصنيف 10 من هـــؤالء القطريني على أنـهـم إرهـابـيـو­ن فـي القوائم الرسمية للواليات املتحدة واألمم املتحدة. ومن بني هـؤالء خليفة محمد تركي السبيعي 52( عاما)، وهـو موظف في مصرف قطر املـركـزي، كان مــدرجــا فــي القائمة الــســودا­ء كممول إرهــابــي منذ عــام ،2008 وال يــزال متورطا بشكل كبير فـي دعم الشبكات اإلرهابية. السبيعي حكم عليه بالسجن في عام 2008 بتهمة دوره فـي تمويل خالد الشيخ محمد العقل املدبر «لهجمات الحادي عشر من سبتمبر» وتقديمه دعما ماليا لجماعات إرهـابـيـة، لكن السلطات أفرجت عنه بعد ستة أشهر فقط. وخالد الشيخ محمد (املهندس الرئيسي لهجمات 11 سبتمبر) والـــذي تــم القبض عليه ومحاكمته فـي الــواليــ­ات املتحدة، كــان يعيش بحرية فـي قطر لــســنــو­ات عـــدة فــي التسعينات عـلـى الــرغــم مــن أنه كان مطلوبًا حتى في تلك املرحلة من قبل الواليات املتحدة الرتكاب جرائم إرهابية. وأشـــــار­ت إحـــدى الــبــرقـ­ـيــات الـدبـلـوم­ـاسـيـة الغربية املرسلة في مايو 2008 إلى نشوب نزاع بني أجهزة االسـتـخـب­ـارات القطرية ووزيـــر الخارجية القطري آنذاك حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بشأن التعامل مع قضية السبيعي وتدخالته املستمرة في الشؤون االستخبارا­تية. وكشف عن محتوى البرقية املرسلة في ذلك الوقت مـن القائم باألعمال األمريكي مايكل راتنيي، إلى خـارجـيـة بـــالده قـبـل زيــــارة قــام بـهـا وزيـــر الخزانة األمريكي هنري بولسون، كتب فيها «لألسف، يبدو أن حـمـد بــن جــاســم بــن جـبـر آل ثــانــي مــتــورط منذ مرحلة مبكرة بالتدخل فــي شـــؤون االستخبارا­ت القطرية، ونحن نعتقد أن مناقشة تفاصيل أي قضية ينبغي أن تتم من خالل النائب العام واالستخبار­ات القطرية مباشرة، وليس مع حمد بن جاسم». وكشفت وثائق أصدرتها وزارة الخزانة األمريكية وجــود روابــط بني السبيعي وممول إرهـابـي متهم بتمويل تنظيم القاعدة كان يخطط لتفجير طائرات باستخدام قنابل على شكل أنابيب معجون األسنان. وقد أحبط الجيش األمريكي املؤامرة في غارة جوية على مقر الجماعة في سورية في أواخر سبتمبر عام .2014 وفي 2013 عني عبدالله بن خالد آل ثاني على وزارة الداخلية والــذي كان سابقا وزيـر الشؤون الدينية. وفــي التقرير الـرسـمـي للجنة التحقيق األمريكية لهجمات ،9/11 اتهم عبدالله آل ثاني بتقديم الدعم ألفراد من تنظيم القاعدة وبإيواء خالد شيخ محمد، الـعـقـل املــدبــر للهجوم عـلـى الـبـرجـني الــتــوأم­ــني في نيويورك، وتأمني سكن له في الدوحة وتقديم دعم مالي سخي له. وعندما علم عبدالله آل ثاني بنية الـواليـات املتحدة للقبض على خالد شيخ، وفـر له جوازًا قطريًا وتم تهريبه من البالد. القطرية

 ??  ??
 ??  ?? تورطت الدوحة في تهريب العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، في حين استمرت بدعم القاعدة وتنظيمات متطرفة أخرى.
تورطت الدوحة في تهريب العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، في حين استمرت بدعم القاعدة وتنظيمات متطرفة أخرى.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia