ﺑﻌﺪ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﺭﺋﻴﺴًﺎ ﻟـ»ﺗﺸﺨﻴﺺ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ« ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻣﻦ ﻗﺒﺮﻩ
شاهرودي.. «املفسد األعلى» القادم
قــــرار املــرشــد األعــلــى اإليـــرانـــي عــلــي خــامــنــئــي، بتعيني مــحــمـود هــاشـمــي شـــاهـــرودي رئــيــســا ملـجـمـع تشخيص مصلحة النظام خلفا للراحل رفسنجاني، يحمل العديد مــن الــرســائــل لـلـداخـل اإليــرانــي والـــخـــارج، مــن ضمنها أن خامنئي أصبح يحكم سيطرته بالكامل على جميع مفاصل الدولة اإليرانية اإلرهابية، وقد يكون هذا معروفا سلفا، إال أن املـراقـبـني أوضــحــوا أن وصـــول شــاهــرودي ملنصب رئيس مـصـلـحـة تـشـخـيـص الــنــظــام، الــتــي تـعـتـبـر إحــــدى املؤسسات اإليــرانــيــة املـهـمـة فــي تهيئة الــقــرار للمفسد األعــلــى اإليراني خامنئي، هــو إنــهــاء ألي فـرصـة لــبــروز الـتـيـار اإلصــاحــي في أي دور في الحياة السياسية اإليرانية، وجاء بعد فراغ استمر ألشهر طويلة، إذ ترك املرشد هذا املوقع فارغا ألشهر طويلة بعد موت الرئيس السابق للمجمع رفسنجاني. ومــن أهــم األســبــاب لـهـذا التعيني بحسب اعـتـقـاد الـراسـخـني في الشؤون اإليرانية، أن شاهرودي قد يكون من أبرز الشخصيات التي ستخلف خامنئي بعد وفاته، خصوصا أنه من املقربني له وخليفته املحتمل ملنصب الولي الفقيه، إال أن بعض التيارات واملراجع اإليرانية قد تعارض قضية تسلمه منصب املرشد بسبب جنسيته العراقية. ومـن الـافـت، أن املـرشـد اإليـرانـي لـم يكتف فـي قــراره فقط بـقـرار تعيني شــاهــرودي فــي منصبه بمجلس تشخيص مصلحة الــنــظــام، بــل قام بــإحــداث تـغـيـيـرات فــي الهيكلية والـسـيـاسـات والــتــي تضمنت تنظيم مجموعة السياسات الـعـامـة وإعـــادة النظر فـي العناوين ومــا يترتب عليها. تنظيم موضوع اإلشراف على تنفيذ السياسات والتقييم الازم ملـــدى فـاعـلـيـة وتــأثــيــر الــســيــاســات. كـمـا تـضـمـن الــقــرار تـعـيـني الجنرال مـحـسـن رضــائــي الــقــائــد الــســابــق لـلـحـرس الـــثـــوري، فــي مـنـصـب األمني العام للمجلس، وهــذا األمــر يحمل أيضا رسالة بوجود شخصية من عظام رقبة املرشد في رحم املجلس، وبهذا يكتمل عقد ثالوث اإلرهاب الطائفي، فضا أن مجمع تشخيص مصلحة النظام وفق قـرار املرشد أصبح يتكون من الشخصيات الحقوقية، بمن فيهم رؤســاء السلطات الثاث وفقهاء مجلس صيانة الدستور وأمــني املجلس األعلى لألمن القومي ووزيــر أو رئيس املؤسسة املعنية باملوضوع ورئيس اللجنة البرملانية بمجلس الشورى اإلسامي املعنية باملوضوع. وينحاز شاهرودي إلى التيار املحافظ في إيران، وهو مدعوم بـشـكـل مــبــاشــر مــن خـامـنـئـي والـــحـــرس الـــثـــوري، ويـعـتـبـر من املـراجـع الشيعية في إيــران والـعـراق، وهـو من مواليد النجف العراقية عام 1948 ودرس في حوزتها، وانتقل إلى إيران عام 1979 وانضم لجمعية «رجال الدين املناضلني». وشغل منصب رئيس القضاء اإليراني السابق بني عامي 1999 2009و وهو أول من تزعم املجلس األعلى للثورة اإلسامية فـي الــعــراق، قبل أن يتزعمه محمد باقر الحكيم، الـــــــذي كـــــان أقـــــــوى املـــنـــظـــمـــات الشيعية املـــعـــارضـــة الــعــراقــيــة فـــي إيـــــران، وقــــد ســاهــم فـــي تأسيسه وأشــــــــرف عــلــيــه طيلة فترة الثمانينات من القرن املنصرم حتى ســـــقـــــوط النظام الــــعــــراقــــي عام .2003