مرحبا بحجاج قطر
بـــتـــرحـــاب وتـــســـهـــيـــالت قــــصــــوى وبـــــــــدون تصريح إلــكــتــرونــي، تـسـتـقـبـل املــمــلــكــة أعـــــــدادا مـــتـــزايـــدة من الحجاج القطريني عبر املنفذ البري الحدودي، ومن خــالل رحـــالت (الــخــطــوط الـسـعـوديـة) تنفيذا ألمــر خـــادم الحرمني الشريفني املـلـك سلمان بـن عبدالعزيز، واستضافتهم على نفقته الــخــاصــة ـــــ حـفـظـه الــلــه ـــــ ضــمــن بــرنــامــج ضــيــوف خــــادم الحرمني الـشـريـفـني للحج والــعــمــرة، وهــكــذا قطعت املـكـرمـة امللكية الطريق أمام محاوالت سياسية فاشلة وافتراءات أبواق مأجورة إقحام حج األشقاء القطريني في األزمة. اململكة على مـدى تاريخها تــدرك بمسؤولية كبيرة ودقيقة شرف رسالتها في خدمة ضيوف الرحمن، وتحرص كل الحرص على نقاء موسم الحج من كل شائبة سياسية أو دعوات مؤدلجة تعكر صفو وأمـن الحجاج، رغم إدراك هـؤالء لحزم اململكة في تطبيق األنظمة والضوابط ما يحفظ للحجاج هذا الصفاء وكافة سبل الراحة، وأن ال يشغلهم شاغل عن املناسك، حتى في املعيشة واملسكن والتنقل والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات. واململكة منذ بداية األزمة مع قطر، استثنت معتمريها وحجاجها، وجنبتهم وزر السياسة الخطيرة لبلدهم املـدانـة بـاألدلـة القاطعة في دعم اإلرهـاب، وتماديها في منحنيات عدائية إقليمية تكشفت أبعادها للرأي العام، بما يؤكد صواب ما ذهبت إليه الدول العربية األربــع، وأن عـالج األزمــة مـرهـون بـإزالـة أسبابها وضمانات عودة الدوحة إلى رشدها. استثناء اململكة لألشقاء الحجاج واملعتمرين القطريني من املقاطعة، كان وال يزال واضحا، فقد رحبت بهم منذ البداية، لكن من منعهم هو حكومتهم ليسهل عليها تسييس الحج، لكن االستجابة لوساطة الشيخ عبدالله بـن علي بـن عبدالله بـن جاسم آل ثاني وتقديرها بمكرمة خــادم الحرمني الشريفني أغنى عـن كـل شــرح أو تساؤالت حيث تتحدث مواقف اململكة عن نفسها بصدق ونصاعة. هـكـذا هـي دائـمـا األخـــالق اإلسـالمـيـة واملـسـؤولـيـة الكبيرة للمملكة وقيادتها الحكيمة، تأبى إال أن يكون القلب مفتوحا قبل الحدود لضيوف الرحمن، وهــي فـي ذلــك ال تسمح لنفسها أوال أن يتحمل حجاج أي دولة وزر سياسة وأزمـات بالدهم طاملا التزموا بأنظمة الحج وموجباته، وما أكثر ما بذلت من مواقف مشرفة مع حجاج دولـة عدائية تتأبط شـرا ببالدنا خاصة ودول املنطقة عامة وهي إيران، وترحب اململكة باملسلمني من كافة الدول اإلسالمية وغيرها ألداء املناسك وتوفر كل سبل الراحة، وفق مسؤولياتها التي يقدرها لها العالم اإلسالمي، وما تتخذه من ضوابط وإجــراءات تنظيمية تحفظ للحجاج السكينة وملوسم الحج النجاح وللمملكة سالمتها وسيادتها. ليس هناك أخطر على األمة ودينها الحنيف من محاوالت تسييس الحج واختطاف مقاصده بشعارات مسمومة، وسط ماليني املسلمني من ضيوف الرحمن في الرحاب الطاهرة بلباس واحد وعلى صعيد واحد وزمن معلوم، جاؤوا على تعدد ألوانهم وألسنتهم وأجناسهم يرجون رحمة من الله ومغفرة. مــا يــدعــو لــألســف أن دعـــاة الــشــر واملــكــر يــرخــص عـنـدهـم كــل شيء، ويـــتـــجـــرؤون حــتــى عــلــى اســتــغــالل مــوســم الـــحـــج، ولــطــاملــا صدرت دعــاوى ماكرة حاقدة عبر التاريخ حتى القريب منه، ومـن ذلـك ما سبق وصدر من أراجيف القذافي ثم إيران، لكن ما يدعو للطمأنينة دائــمــا، هــو فـضـل الــلــه عـلـى مـمـلـكـة الـخـيـر قـلـب الــعــالــم اإلسالمي، واعــتــزازهــا بـمـسـؤولـيـة هـــذا الــشــرف الـعـظـيـم فــي خــدمــة املقدسات وضيوف الرحمن، وكل منصف وعاقل وإيجابي يثمن مكرمة خادم الحرمني الشريفني، وقد عبرت األمة بل واملحللون في العالم، ومن قبلهم حجاج قطر عن التقدير الكبير من مملكة الخير والحكمة واملسؤولية واإلنسانية وهي ترحب بهم وبأفضل رعاية.