أبرز امليليشيات اإلرهابية في املنطقة..!
تنتشر هـذه امليليشيات اإلجرامية اآلن في البالد املضطربة، والتي كانت تحت سيطرة ديـــكـــتـــاتـــوريـــات قــمــعــيــة... تــعــتــبــر هـــي أهم أسـبـاب مـا آلــت إليه األمــور فـي هــذه الــدول مـن اضطراب وعـــدم اســتــقــرار وخـــــراب. فــلــوال تـلـك الــديــكــتــاتــوريــات ملا أصبحت هــذه الــبــالد الحـقـا نهبا للقالقل واملــحــن، وكل هـــذه الــفــن. ويـسـتـغـرب مــن يـتـبـاكـى عـلـى تـلـك األنظمة، معتقدا أن عودتها ستضمن عودة «األمن»...؟! إنه الجهل السياسي املركب. إن أهــم وأقــوى التنظيمات اإلرهـابـيـة املسلحة باملنطقة تتواجد اآلن في: العراق، سورية، اليمن، ليبيا، وغيرها. فــي الـسـاحـة الـعـراقـيـة تـتـواجـد اآلن ميليشيات عديدة، منها: امليليشيات الشيعية، وخاصة: فيلق بدر، عصائب أهل الحق، لواء أبو الفضل العباس، جيش املهدي، جيش املــخــتــار. ويــشــار إلـيـهـا مجتمعة بـــ «ميليشيات الحشد الشعبي». وتحظى هـذه امليليشيات باإلضافة العتراف الـحـكـومـة الـعـراقـيـة الـحـالـيـة، بـإمـكـانـات بـشـريـة ومادية كـبـيـرة. ومعظمها يتلقى دعـمـا مــاديــا ومـعـنـويـا هائال مــن إيـــــــران...؟! ونـتـيـجـة لــذلــك، أصــبــح لــهــذه الــقــوات دور عسكري وسياسي بالغ الخطورة على الساحة العراقية، وغيرها. وهناك ميليشيات سنية، وطائفية نشطة أقل قوة وتمكينا. أما أقـوى التنظيمات اإلرهابية املسلحة الخارجة على القانونني العراقي والـدولـي، فهي حركة «داعــش»، التي تستهدف كل ما عـداهـا، والتي تتمدد حاليا في كل من العراق وسورية، والتي تقول الدول املتنفذة في املجتمع الـدولـي إنها تحاربها، وإن القضاء عليها قـد يستغرق سنوات... حركة «داعش» اإلرهابية ما زالت هي األخطر، واألكثر تمكنا ونفوذا وسيطرة على األرض، لدرجة أنها تدعي أنها «دولـــة». فهي تسمي نفسها «تنظيم الدولة اإلسـالمـيـة فــي الــعــراق والــشــام»، ويــرمــز لـهـا بـ«داعش». وتـحـيـط الـكـثـيـر مــن الــشــكــوك بـقـيـام ونــمــو وتــوســع هذا التنظيم اإلرهـابـي (اإلســالمــوي) الــذي نشأ في محافظة األنبار التي تسكنها غالبية سنية. وظهر، أول ما ظهر، عــام ،م2013 فـي مدينة «الفلوجة» (فــي األنــبــار، وتبعد عن بغداد 60 كم) أثناء ما سمي بـ «انتفاضة املحافظات الغربية». وأصبحت الفلوجة أول مدينة يسيطر عليها هــذا التنظيم، ومنها أعلن عـن إقـامـة مـا يسمى بـ«دولة الخالفة اإلسالمية». *** وتـعـتـنـق هـــذه الــحــركــة املـشـبـوهـة فــكــرا دمــويــا متخلفا ومتحجرا وبالغ التطرف، تدعي أنه اإلسالمي األصح...؟! واإلســـالم النقي مــن هــذا الفكر بــراء – كما هــو معروف. ويـتـواجـد أنـصـار لها وتـوابـع فـي كـل مــن: اليمن، ليبيا، سيناء، الصومال، شمال نيجيريا، باكستان، وغيرها من البالد العربية واإلسالمية. وزعيم هذا التنظيم هو سيئ الذكر: أبو بكر البغدادي. وهو شخص يشتبه أنه صنيعة املوساد اإلسرائيلي، ويقال إنه قتل أثناء معركة تحرير املــوصــل مــن داعـــش. وغـالـبـيـة أنــصــار الـحـركـة هــم أتباع فكريني لداعش. إذ إنهم يؤيدون التوجه األيديولوجي الداعشي دون أن تكون لهم صلة مباشرة بالتنظيم في عاصمته الحالية مدينة الرقة. وفي الواقع، يتمدد نفوذ تنظيم داعش من مشارف حلب غربا حتى مدينة الكرمة، قرب بغداد، شرقا. ومن مدينة القائم في األنبار جنوبا حتى املوصل وسنجار شماال. إذ أصبح يهيمن على نحو %25 من مساحة العراق، ونحو %20 مــن مـسـاحـة ســوريــة. وهــو أكــثــر تــركــزا ونــفــوذا في محافظة األنبار... فمن أصل 41 مدينة في األنبار، كانت حـركـة داعــش تسيطر على 36 مدينة منها، بينما تقع خمس مدن فقط بيد القوات الحكومية العراقية واملوالني لها. وبتاريخ 17 مايو 2015 م، تمكن تنظيم داعش من بسط سيطرته الكاملة على مدينة الرمادي، عاصمة محافظة األنبار. وحاولت قوات الحكومة العراقية، مدعومة بقوات من «الحشد الشعبي»... تحرير مدينة الرمادي من قبضة داعش دون جـدوى، رغم سقوط مئات القتلى والجرحى مـن الجانبني املـتـحـاربـني. ولـكـن الجيش الـعـراقـي تمكن من تحرير هـذه املدينة بتاريخ .م2015/12/28 وبعد تحرير مدينة املـوصـل بتاريخ ،م2017/7/7 بــدأ نفوذ داعــش ينحسر بـشـدة مـن كـامـل الــتــراب الـعـراقـي. وتقول قــــوات الــتــحــالــف الـــدولـــي ضــد داعــــش إنــهــا تـحـضـر اآلن السـتـرداد مدينة الرقة، لتنهى وجـود هـذا التنظيم على األرض.
*** ويصعب، في الواقع، تغطية أهم النقاط املتعلقة بحركة داعــش، فكرا وتنظيما وسلوكا، في عجالة كهذه. لهذا، ذكرنا بعض أهم ما يتعلق بتلك النقاط، وقد نتحدث عن البعض اآلخر الحقا. إن قيام ونمو وتوسع هذه الحركة تم بمساعدة – مقصودة وغير مقصودة – من دول كبرى وأطراف دولية معروفة... استفادت من وجود هذه الحركة مؤقتا. وال يمكن أن ال يـكـون ألعـــداء األمــة العربية، إذا، الدور األكبر في قيام ونمو وتوسع هذه الحركات... التي لعبت دورا بارزا في تمزيق دول املنطقة ونشر االضطراب والقالقل وعدم االستقرار في ربوعها، إضافة إلى تشويه اإلسالم بشكل غير مسبوق في التاريخ. وما كان التخاذل «الـــدولـــي» فــي مــحــاربــة حــركــة داعـــش إال لتمكينها من تنفيذ الــدور املـرسـوم لها. نأمل أن ال يتحفونا اآلن بما هو أشبه، وربما أسوأ.