Okaz

توليد اإلشارات احلمراء

- عبده خال Abdookhal2@yahoo.com

في أحيان كثيرة تجد نفسك (في حيص بيص)، وهي الحالة التي ال تعرف لها (رأس مـن ذنــب) بسبب (حـوسـة) مـا تــؤدي إلـى عدم اتــزان، وغالبا تأتي حــاالت االهـتـزاز نتيجة للقرارات االرتجالية غـيـر املـــدروس­ـــة أو الـــقـــر­ارات الــتــي يـتـم الــتــهــ­اون فــي تـنـفـيـذه­ـا أو القرارات التي يتم تعطيلها من قبل متنفذين.. ويـسـتـطـي­ـع أي مــنــا تــوثــيــ­ق عــشــرات الـــقـــر­ارات الــتــي تــلــد وتموت من غير أن تنفذ أو تظل معموال بها لكنها ال تــؤدي إلـى منفعة للعمل أو العمال أو وجود قرارات ال تعمر طويال، وفي أغلب هذه القرارات أنه لم تأت من دراسة مستفيضة أو عشوائية التطبيق.. هذه املقدمة وجدتها مالئمة ملا كشف عنه صندوق تنمية املوارد البشرية عن إيقاف قبول أي طلبات جديدة للمعلمني في املدارس األهلية، وذلــك الستكمال مدته النظامية (وهنا ال أريــد الحديث عما يمكن أن يسببه مثل هذا القرار على العملية التعليمية التي سـوف تبدأ خـالل شهر من اآلن أو أقــل.. ال أريــد الحديث عن هذا) وإنــمــا وجـــدت نفسي معلقا بـاسـتـفـس­ـار أن الــصــنــ­دوق فــي أغلب دوراتــه التدريبية لدعم الخريجني ال سيما في برنامج حافز ال تتسم بالجدية الكافية، وهــذا االنتقاد يمكن أن يضاف عما دار فــي مجلس الــشــورى حــني تـمـت مطالبة صــنــدوق تنمية املوارد البشرية: بـــ(إعــداد دراســة ميدانية عـن أسـبـاب تسرب العاملني فـي القطاع الخاص والتوصل إلـى حلول للقضاء على هـذه الظاهرة، وربط أدائـه ومصروفاته مع خطة إستراتيجية لهيئة توليد الوظائف ومـعـالـجـ­ة الـبـطـالـ­ة وتـولـيـد الـوظـائـف وتــوطــني الـقـطـاعـ­ات لكافة شرائح املجتمع في مختلف مناطق اململكة). وهــذه املطالبة بحد ذاتـهـا تفصح أن عمل الصندوق مثل عمال األرصـفـة الذين يتحلقون حـول السيارة طلبا للعمل في حني أن على كاهل الصندوق العديد من األهداف التي تنهض بجانب مهم للغاية في عملية التنمية.. وألن الـصـنـدوق ال يحتاج إلــى آراء أو مناقشة عـــوارض قصوره مع املستهدفني من خدماته لم يلتفت إلى هذا األمر، فجاء التقرير السنوي للصندوق خاليا من هذا التواصل. مما حدا بأعضاء مجلس الشورى تثبيت توصية للموارد البشرية باستحداث آلية للحوار االجتماعي املستمر بني أصحاب املصلحة مـن ممثلني لألعمال وطالبي العمل لتقنني أداء الصندوق وفق مستجدات سوق العمل. ولم تنته املالحظات إلى ذلك الحد فطالت اإلشارة إلى أهمية وجود آلية اختيار أعضاء مجلس اإلدارة من القطاع الخاص وضرورة االلـتـزام بـإعـداد التقارير السنوية يضاف لـه ذكـر املعوقات التي تحيل بني األهداف وتحقيقها ولـــن تــذهــب املــطــال­ــبــات بــإعــطــ­اء مـجـلـس الـــشـــو­رى مــعــلــو­مــات عن الــبــيــ­انــات املــالــي­ــة لــصــنــد­وق تـنـمـيـة املــــــو­ارد الــبــشــ­ريــة والحساب الختامي، واإلجابة عن أعداد املستفيدين من برنامج ساند، وعن جــدوى تـعـدد فــروع صـنـدوق تنمية املـــوارد البشرية وعــن أعداد موظفيها وعدد الذين قدمت لهم الخدمة. هذه هي إشـارات حمراء تقف أمام مجلس املـوارد البشرية عليها أن تجد األرضية املالئمة إلقناع مجلس الشورى عن األعمال التي تقوم بها املوارد البشرية، وألن طالبي خدمة املوارد البشرية غير راضني عما يحدث لهم.. فإننا سوف نتابع ما يحدث من تقرير عن تحقيق األهداف أو االنحراف عنها.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia