إلى املتطاولني: عن صحة احلج أحدثكم

كـلـمـا مـــرت بـذهـنـي نـكـتـة تــدويــل الــحــج كـمـا يــدعــو الصغار والـحـمـقـى واملــعــتــوهــون تــذكــرت أنــنــا مـهـمـا أظــهــرنــا للعالم حـقـيـقـة مـــا تــقــدمــه املــمــلــكــة لــضــيــوف الــرحــمــن إال أنـــه تبقى املعلومات ناقصة وغير شاملة للتفاصيل الدقيقة التي يكمن فيها التميز الــذي تتسابق لتحقيقه كل الجهات، وتحاسب أيضًا إن لم تصل إليه. وقد ال يعرف الكثير خارج اململكة أن الدولة قد تتسامح إزاء تقصير ما في خدمة للمواطن لكنها ال ترضى أبدًا بتقصير مهما كان قدره للحجاج. مـن تجربة شخصية تـكـررت فـي خـدمـات وزارة الـصـحـة، أو القطاعات الصحية الحكومية التي تشارك في الحج، أستطيع الـــجـــزم دون مــبــالــغــة أو مــجــامــلــة أو تـــجـــاوز أن الــكــثــيــر من املواطنني قد يتمنون الحصول على سرعة وجودة الخدمات الصحية املقدمة في موسم الحج من خالل منظومة متكاملة مــن املــرافــق تـتـوفـر لـهـا أحـــدث األجــهــزة واإلمــكــانــات وأفضل الكوادر. وربما ال يعرف الكثير أيضا في الداخل والخارج أن مستشفيات بكامل تجهيزاتها يتم إعدادها على مدار العام من أجل أيام معدودات فقط، ثم يتم إعدادها مجددا للموسم القادم. ســأذهــب بــعــيــدًا ألحــدثــكــم عــن مـعـلـومـة سـمـعـتـهـا مــن بعض الـحـجـاج املـصـابـني بــأمــراض خـطـيـرة مـزمـنـة والــقــادمــني من دول تفتقر إلــى الـخـدمـات الصحية الـجـيـدة، فهم يصبرون عــلــى آالمـــهـــم حــتــى يــقــيــض الـــلـــه لــهــم رحـــلـــة الـــحـــج ليؤدوا مناسكهم ويحصلوا فـي نفس الـوقـت على الـعـالج الحديث املــتــكــامــل، ويـــعـــودوا إلـــى بــلــدانــهــم فــي أحــســن حــــال. سمعت ذلك من مريض أجريت له عملية قلب مفتوح، وآخـر تركيب صمام للقلب، وثالث عملية جراحية دقيقة في عينه، وغير ذلـك مـن اإلجـــراءات الصعبة التي ال تتم إال فـي املستشفيات املتخصصة، لكنها تتم أيضا في املرافق الصحية باملدينتني املقدستني واملشاعر املقدسة. الدول التي تصرف أموالها على املؤامرات والخراب واإلرهاب، والصغار الـذيـن يتطاولون على الكبار، والكانتونات التي تحاك فيها الجرائم، هل تعرف أنها لو اجتمعت بكل أموالها وعقولها ما استطاعت تقديم خدمة متواضعة ألقل عدد ممن يفدون باملاليني ألداء الحج. هل يعرفون حقيقة هذا الجانب فقط ضمن منظومة ضخمة مـن جـوانـب الخدمات املتميزة التي تقدمها اململكة بكل فخر لضيوف الرحمن. صحيح، إذا لم تستح فقل ما تشاء.