اإلرهاب على قلق
مـنـذ مــايــو املــاضــي، واإلرهــابــيــون بـكـل أشـكـالـهـم عـلـى قـلـق يدفعهم الجنون فـي مـواقـع الـتـواصـل االجتماعي، والـقـنـوات ذات االستديو البيتي أن يكيلوا الشتائم لــدول الخليج الـتـي وقـفـت ضـد اإلرهاب السيما اململكة العربية السعودية ودولــة اإلمــارات العربية املتحدة، واللتان قد عزمتا بحزم وشـدة على حربه ومكافحته، وتأديب كل من يموله، حتى لو كان أقرب قريب! الــحــرب عـلـى اإلرهـــــاب مـطـلـب عــاملــي وإنــســانــي، فــاإلرهــابــيــون قــد أدامـــــوا مطال الـحـروب، وشوهوا األديــان، واقتنصوا األبـريـاء واملدنيني من كل مكان، فحولوا جبهات الحرب باتجاه الشوارع واملساجد واملطاعم. إن تحويل اإلنسان الناقم الحاقد الذي يدين باإلسالم أو استجد دخوله إليه إلى أداة عابثة بأمن الدول وحياة األبرياء ال يأتي عفو الصدفة أو الخاطر، حتى وإن أظهر اإلعالم املرتزق ذلك للناس على أنه تصرف فردي، فال تصرف فرديا يحدث مرارا وتكرارا يؤدي للموت دون غسل دماغ وقلب، وتبني أيديولوجيات شريرة تهدف إلـى زعزعة األمــن لتحقيق مكاسب حزبية. كل هـذا الغسل يحتاج أموال تبيض وتسود، وتقلب املوازين رأسا على عقب. في مايو املـاضـي، في العاصمة الـريـاض، وفـي قمة خليجية أمريكية وقـع قادة دول الخليج الست من جهة، والرئيس األمريكي دونـالـد ترمب من جهة أخرى على إقامة مركز خليجي أمريكي يكون مقره الرياض خاص بمكافحة (تمويل اإلرهـــاب). فـاإلرهـاب ال يأتي باملجان وال حتى بعروض خاصة، بل يباع بأكثر مما يستحق. بعد تلك القمة استبسل املستبسلون وشمروا عن سواعدهم وسنوا ألسنتهم ملكافحة األمــن وشـنـوا حربا كالمية على الــدول التي ستكافح تمويل اإلرهاب، فبدأوا من الشرق األوسط وشمال أفريقيا بسن سكاكينهم ولسان حالهم يقول «مولونا أو سنتهمكم بخيانة العروبة وخيانة الدين». نظرية اإلرهابيني الخائفني من مراقبة التحويالت املالية والتي تتجلى في «نتغدى بهم قبل أن يتعشوا بنا» أثبتت األيام املاضية فشلها، حيث لم يستطيعوا أن يتغدوا بما فيه الكافية... فكل ثرثراتهم حول األموال التي رصدت ملكافحتهم لن تعود إليهم!