دعوهم في صمتهم يعمهون
لـسـت مــع تـلـك الــدعــوات والــتــغــريــدات الـتـي تطالب أولــئــك الــذيــن الـتـزمـوا الـصـمـت أو فـضـلـوا مغادرة مواقع التواصل منذ بـدء األزمــة من قطر بتحديد مواقفهم، فيعلنوا عن موقفهم إلى جانب الوطن أو يسفروا عن انتماء اتهم الحزبية ويتسموا بشجاعة من ال يهاب عقابا في اإلعراب عن موقفه وتحمل ما يترتب على ذلك املوقف من مسؤولية ومساءلة. لـسـت مــع تـلـك املــطــالــبــات الــتــي تـلـح عليهم ببيان موقفهم أو تستنكر عليهم صمتهم، وإذا كنت أعرف أن تـلـك املــطــالــبــات والـــدعـــوات تـحـرجـهـم وتضيق عليهم الـخـنـاق وتـفـضـح صمتهم فــإنــي عـلـى ثقة من أنهم ليسوا بالشجاعة التي تجعلهم يسفرون عن مواقفهم وانتماءاتهم، وقـد عهدناهم من قبل يخطبون مـن فــوق املنابر داعــني إلــى الجهاد فإذا فرغوا من دعواهم حجزوا تذاكرهم وفنادقهم في ربـوع تركيا ومرابع لندن، لم يخرج أحد منهم أو من أبنائهم لقتال وال جهاد. لست مع محاولة إخراجهم من صمتهم ذلـك أنهم لو خرجوا من هذا الصمت التخذوا التقية مركبا سهال وقالوا بأفواههم ما ليس في قلوبهم وأدانوا ما هو له موالون وأعلنوا والء للوطن لم يقم عليه دليل من قبل. لــيــس لــنــا أن نــحــرضــهــم عــلــى الـــخـــروج عـــن خزي الـصـمـت فـيـتـخـذونـنـا هــــزوا، وإذا مــا انـقـلـبـوا إلى شياطينهم قــالــوا إنـــا مـعـكـم إنــمــا نـحـن نستهزئ بهم، وحسبنا منهم مواقفهم التي كانوا يعلنونها وانــتــمــاءاتــهــم الــتــي لــم تــكــن تـخـفـى عــلــى أحـــد مذ طاروا فرحا بوصول جماعة اإلخوان املسلمني إلى السلطة فـي مصر حتى صــاروا حلفاء ملـن يناصر تلك الجماعة في تركيا وقطر. لــيــس لــنــا أن نـحـرضـهـم عــلــى الــحــديــث ونحملهم عليهم، وحسبنا أن ندعهم فـي صمتهم يعمهون فلم تعد تخفى منهم على الوطن واملواطنني، وقبل ذلك الجهات املسؤولة، خافية.