إعالمنا.. بني الصحوة والصمود!
عكفت الصحوة ممثلة برموزها «املنبريني» على مدى ما يقارب نصف قرن على تشويه إعالم اململكة العربية الــســعــوديــة وكـــل مــن انـتـسـب إلــيــه ســـواء كـــان مـرئـيـًا أو مــقــروءا، وقــد كــان لقناة العربية ومــن ترأسها نصيب األسد من ذلك التشويه والهجوم املمنهج، وكذلك الحال فــي بــعــض الــصــحــف كـــ«عــكــاظ» و«الــــوطــــن» و«الشرق األوســــط» مما جعلهم يـحـرفـون أســمــاء تلك الصروح، فالعربية أصبحت عبرية لزعمهم أنها قناة متصهينة وصحيفة «عــكــاظ» عـكـاز العلمانية والــوطــن أسموها الوثن والشرق األوسط خضراء الدمن والقائمة تطول..! املتابع إلعالمنا بشقيه املرئي واملقروء لن يخفى عليه تمتعه بسقف عال من الحرية واملهنية، فضال عن نقله لـلـحـدث دون الـلـجـوء إلــى املـانـشـيـتـات والبروبقندات املضللة، ولن يخفى عليه أيضًا الدقة في نقل املعلومة والـخـبـر، وهـنـا تـبـرز عــدة أسئلة: ملــاذا يهاجم إعالمنا مـــن رمــــوز الــصــحــوة وإفـــرازاتـــهـــا الــحــزبــيــة كاإلخوان والسرورية رغم تميزه ومهنيته العالية؟ وملاذا بقي اإلعالم صامدًا أمام هذا التضييق ومحاوالت اإلطاحة به وتشويه القائمني عليه بكل فجاجة وتدليس وافتراءات حد التكفير والزندقة والصهينة؟ وملاذا لم تستطع هذه التيارات صناعة منابر إعالمية لها تنافس اإلعالم الرسمي؟ الــجــواب باختصار إنــه إعــالم صـامـد وبوصلته دائمًا نحو املصداقية التي جعلته يتسيد مكانة ال يستهان بها بــني منصات اإلعـــالم الـعـربـي إن لــم يكن أصدقها وأكثرها مهنية قاطبة ! كــــان مـــن أبـــــرز مــهــمــات الــصــحــوة فـــي أوج عنفوانها وتــصــاعــد حــدتــهــا هـــو تــشــويــه اإلعــــــالم والــعــمــل على تأجيج املجتمع ضـده ألن اإلعــالم هو قنطرة املجتمع إلـى الوعي والتمازج بالعالم الخارجي وتقبله، وهذا يتنافى مع أدبـيـات الصحوة التي جــاءت لتطمس كل ذلــك وتستبدله بـالـتـرويـج للتفاهات والــدجــل ورفض اآلخر.. وكان لهم ذلك فقد عاش مجتمعنا حقبة سوداء مــن تغييب املـنـطـق والــجــهــل واالنــغــمــاس فــي املاضي ومــوروثــاتــه املــوغــلــة فــي الــخــرافــة، ومـــع كــل ذلـــك وكما أسلفت بقي اإلعـالم ورمــوزه وصروحه صامدًا صادقًا تـجـلـت مهنيته عـلـى املــســتــوى املـحـلـي فــي كـشـف زيف رمـوز الصحوة حتى تساقطت األقنعة وأسـدل الستار، وهنا وجب التصفيق إلعالمنا الصامد!