قيادة قطر تفّوت رحلة مكة !
كـان يمكن لقيادة قطر أن تثمن بــادرة خـادم الحرمني الشريفني تجاه استقبال الحجاج القطريني لتجسير هـــــوة الــــخــــاف، لــكــن رغـــبـــة الــتــســيــيــس غــلــبــت حكمة السياسة فأضاع القطريون فرصة ثمينة لفتح ثقب في جدار التوتر بني البلدين ! الــبــادرة السعودية أسقطت أي مـزاعـم بمنع الحجاج الـقـطـريـني مــن الــقــدوم إلـــى مـكـة املــكــرمــة كـمـا أن قبول وســاطــة شـيـخ قـطـري بحجم الـشـيـخ عـبـدالـلـه بــن علي آل ثاني كـان فيه حفظ ملكانة الشعب القطري وتأكيد على قيم الروابط األخوية واالجتماعية التي تتجاوز السياسة في عاقات دول وشعوب الخليج ! فتح الحدود البرية وعرض نقل الحجاج من مطارات املنطقة الشرقية القريبة من قطر بل وحتى من الدوحة لم يسقط هذه املزاعم وحسب بل سجل للمملكة العربية السعودية موقفا يعزز موقعها اإلسامي القيادي في العناية بشؤون حجاج بيت الله الحرام ! أمــا رفــض عــرض إرســال طـائـرات الخطوط السعودية إلى الدوحة لنقل الحجاج القطريني ضيوفا على خادم الحرمني الشريفني فقد أكد أن مسألة الحجاج القطريني لــم تـكـن ســوى أداة سياسية إلحـــراج املـمـلـكـة، وهــو ما فشلت فيه حتى قبل إعــان الــبــادرة السعودية، حيث كـــان بــإمــكــان الــحــاج الــقــطــري الــوصــول إلـــى األراضي املــقــدســة عـلـى مــن أي شــركــة طــيــران بـاسـتـثـنـاء شركة الطيران القطرية ! على أي حــال كــان تـجـاوب الشعب القطري الــذي عبر الحدود البرية إلى بلده الثاني السعودية ليحل ضيفا على أشـقـائـه كـافـيـا، وهــو هــدف الــبــادرة مــن األساس، ليتيسر للمواطن القطري أداء مناسك الحج بكل حفاوة وتكريم، أما أهل السياسة فليستمروا في املراهنة على سياستهم التي لن تثمر سوى تعميق أزمة سلطة قطر وعزلتها !