Okaz

نهاية «احلاكم بأمره»!

- جميل الذيابي jameel@okaz.com.sa ‪Twitter: @ jameelAlTh­eyabi‬

الحديث عن حتمية انصياع قطر ملطالب الـــدول الـتـي قطعت الـعـاقـات معها ليس تــشــفــي­ــًا، وال هـــو شــمــاتــ­ة؛ بـــل هـــو نتيجة حتمية سعت إليها قطر بظلفها وبأفعالها الرديئة. كيف ال تدور عليها الدوائر، وتدول عليها األيـــام، وهــي التي مـا نــام أميرها السابق والحاكم الفعلي لـإمـارة حمد بن خليفة آل ثاني إال واستيقظ على تسديد طعنات ألشقائه وجيرانه وأهله، لكي ينصب نفسه حــاكــمــًا بــأمــره إلمــبــرا­طــوريــة «الجزيرة» الكبرى، من قطر إلى األحساء. فـهـو كـــاره مــبــغــض للسعودية واإلمارات والبحرين ومصر، وألي دولة تتقارب مع حــكــومــ­اتــهــا. ويـتـجـلـى ذلـــك فــي تصرفات القيادة القطرية، التي نقضت كل العهود، وقــال كثر مـن املطلعني إنـهـا بيد «األمير الوالد» وليست بيد «األمير االبن» الشيخ تميم. وقع «األمير الشاب» على صفحات «اتفاق الرياض»، الذي تم التوصل إليه بوساطة أمير الكويت الشيخ صباح األحمد، وهو بـكـامـل أهـلـيـتـه، وطـــوع إرادتــــه. لكنه حني عــــاد مـــن الــــريــ­ــاض لـــلـــدو­حـــة كـــانـــت كلمة «األمــيــر الـــوالــ­ـد» قــد ســبــقــت، وتـــم إرغامه على التجاهل التام لاتفاق.. وكـأن شيئًا لم يكن، واعتبار ما وقــع عليه حبرًا على ورق، مستمرًا على سياسته املـؤذيـة التي استمرأها على مـدى عقدين كاملني، ولم يتمكن خالها من إسقاط حتى ذبابة، فما بالك بدول كانت ترقب تحركاته وترصد مخططاته ونياته السيئة. وهكذا استمرت الدوحة في سياسة التآمر والـكـذب والـغـدر ضد األشـقـاء؛ السعودية، واإلمـــــ­ــــــــــ­ـــــــارا­ت، والــــــب­ــــــحـــ­ـــريـــــ­ـن، وواصــــــ­لــــــت تشجيع اإلرهـــاب والـتـطـرف لضرب األمن واالســتــ­قــرار فيها، واسـتـمـرت فـي دعــم كل املخربني والطامعني والحاقدين، موهمًا تنظيم «الحمدين» نفسه بـ«ربيع» يحرق األخـــــض­ـــــر والــــيــ­ــابــــس إلســـــقـ­ــــاط األنظمة الخليجية، اعتقادًا منه أن بــاده ستسلم وسـتـنـتـف­ـخ مـسـاحـتـه­ـا وسـيـنـصـب زعيمًا كبيرًا. وهـــكـــذ­ا كــتــب التـــفـــ­اق الـــريـــ­اض املــــوت في غــضــون ســـاعـــا­ت مـــن تــوقــيــ­عــه، ألن إرادة الحاكم الفعلي لقطر «األمير الوالد» شاء ت أن تــئــده وهـــو فــي مــهــده، بـسـبـب أوهامه وهلوساته وأفكاره السوداء، متناسيًا أن الدول أوزان وأحجام، وتاريخ وجغرافيا، وعاقات احترام وحسن جوار ال أذى. سياسة «الحمدين» القائمة على الكراهية والحقد أوصلت إمارة قطر إلى ما هي عليه الـيـوم مـن مقاطعة تئن منها وإن كابرت ونـــاورت وزعــمــت غـيـر ذلـــك. قـطـر معزولة في اإلقليم وسياستها مكروهة حتى من شعبها الشقيق عــدا مـن الطامعني الترك والـحـاقـد­يـن الــفــرس، ولــم تعد قـــادرة على التصرف أمنيًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا وإعاميًا كما كانت قبل ٥ يونيو ٧١٠٢، فقد أضحت تحت املجهر الدولي، واألزمة تزداد تعقيدًا بسبب أوهام «األمير الوالد»، ولن تحلها الهرولة بني عواصم العالم. وال شك أن توجيه خادم الحرمني الشريفني باستضافة حجاج قطر على نفقته وفتح مــنــفــذ ســـلـــوى أمـــامـــ­هـــم وإرســــــ­ـال طائرات سعودية ملطار الدوحة لنقلهم ألداء مناسك الـحـج، يعكس مكانة الشعب القطري في وجدان السعوديني والخليجيني، بوساطة مـــن أحـــد شــيــوخ آل ثـــانـــي، وهـــو عبدالله بـــن عــلــي، وهــــو تــأكــيــ­د لــرفــض محاوالت حـكـومـة قـطـر تسييس الــحــج، واستخدام الشعب القطري الشقيق ورقة الستعطاف العالم واملنظمات الـدولـيـة، والــهــرو­ب من االستحقاقا­ت الضرورية! لقد استيقظ «األمير الوالد» على الحقيقة الــتــي يـصـر عـلـى تـجـاهـلـه­ـا، وهــي أن تلك املـسـمـيـ­ات كـلـهـا عــنــوان واحـــد ملــا تتطلبه مـــبـــاد­ئ املـــواثـ­ــيـــق اإلقــلــي­ــمــيــة والدولية، واألعــراف الدبلوماسي­ة، واألخــوة وحسن الجوار. ولن يجد من يصبر على سلوكياته املــؤذيــ­ة كـمـثـل أشـقـائـه تـقـديـرًا لـشـعـب هو جزء من منظومة خليجية متكاملة. األكــيــد أن «األمــيــر الـــوالــ­ـد» سـيـشـقـى أكثر فـــي جــحــيــم تــصــورات­ــه وأوهـــامـ­ــه إذا كان يعتقد بأنه سينفذ هذه املرة عبر التذاكي واملناورة. والحقيقة املطلقة أن ليست هناك صيغة تقبل بعودته مجددًا، سوى اإلذعان واالنـــصـ­ــيـــاع لـلـمـطـال­ـب واملـــبــ­ـادئ املعلنة مــن قـبـل الـــدول املـقـاطـع­ـة.. فـمـا ظـهـر حتى اآلن ليس إال رأس جبل الجليد.. والقادم أصــــعـــ­ـب وســـيـــخ­ـــنـــق عــنــقــي «الحمدين» ومعهما حكومة قطر الحالية.. والشواهد الراهنة واضحة لكل ذي لب!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia