Okaz

دفاع املرأة عن قيودها االجتماعية

- مها الشهري @ALshehri_maha

نـقـرأ كثيرا فـي اآلراء الـتـي قـد يستغرب البعض صــدورهــا مـن سـيـدات يفهمن حالة املرأة، وقد نتوقع منهن أن يصبحن أكثر التقاء مع فهم حاجاتهن، وهناك جملة من اآلراء املطروحة بني الرفض والقبول في األوساط النسائية، خصوصا تلك الـتـي تتحدد بـمـدى ارتباطهن بـالـرجـال، والـتـي تعتبر فـي نهاية املطاف حقوقهن وقضاياهن الخاصة التي تصب في مصلحتهن جميعا بقياس العقل واملنطق. ال يتوانى الطرف املدافع عن قيوده بتصوير التحرر من القيد االجتماعي على ضد الصورة التي ال تعتبر واقعا في األصل ولكنها تمثل فك االرتباط والتجرد من كل عاقة تربط املرأة بالرجل أيا كانت صفة قرابته لها، هذا في األصل غير منطقي وغير معقول ولـم يحدث في أكبر املجتمعات التي تتمتع فيها املرأة بالحقوق الكاملة وبتقرير املصير وباألهلية املقررة نظاما وقانونا. يتضح أن دفــاع املـــرأة عـن الـقـيـود االجتماعية ورفــض الـتـحـرر منها هـو أحد أشكال عدم التوازن النفسي الناتج عن التبعية والتي أدت إلى انقاب األدوار، وأصبحت بعض النساء دون أن تـدرك «أداة» ضد كرامتها ومصلحة نفسها، والحالة تجعل ما يعجب أحد األطراف وسيلة بيد اآلخر إلرضائه، وهو االختزال الذي يرضي غايات الرجل في ظل تعامله معها ككيان ناقص. قد ال تدرك بعض النساء هذه الحقيقة حتى تدرك خسارتها للعمر الذي أضاعته في التفاني الــذي أفقدها اعتباراتها الذاتية، وقـد تغيرت حياة الكثيرات من النساء إلى عكس ما كن يعتقدنه ويدافعن عنه بعد أن تخلى عنهن أزواجهن، حني وجدن أنفسهن في منتصف الطريق، با قيمة وبا هدف. إن القيمة واملعنى لدى املرأة ال يمكن أن تبنى على االستاب، إنما تبنى على ما تحقق به ذاتها بصرف النظر عن ارتباطها بالرجل، هذا على الرغم من أن كفاح املـرأة للحصول على مكانتها ودورهــا االجتماعي واإلنساني يترتب عليه ما ستشارك به الرجل لبناء حياة ندية ومشتركة، وليس على التبخيس والتبعية التي تبقيها با قيمة في ظل الحاجة إليه.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia