Okaz

ترمب يعود لـ«عش الدبابير» األفغاني

»ﺗﻮﺭﺍ ﺑﻮﺭﺍ« ﺃﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻠﻮﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ

- فهيم الحامد (جدة) @FAlhamid

يبدو أن الرئيس األمريكي دونالد ترمب مصر على استمرار مفاجآته السياسية سـواء في الداخل أو الخارج.. وأحـدث صرخات ترمب أمس األول، عندما تحدث عن إستراتيجية إدارتــه حـول أفغانستان كاشفا عــن صـــراع مـفـتـوح ضــد اإلرهــابـ­ـيــني، عــائــدا مــن جـديـد لـعـش الدبابير األفغاني، والــذي تورطت فيه واشنطن عقودا طويلة، ومتراجعا عن تعهداته االنتخابية بسحب قواته من أفغانستان، إذ أعلن عن إرسال مـزيـد مـن الــقــوات األمريكية لـخـوض حــرب جــديــدة، ومــؤكــدا أن قواته «ستقاتل لتنتصر». ووصـف مراقبون إستراتيجية ترمب الجديدة في أفغانستان، بأنها عـودة لحروب «تــورا بــورا» التي خاض املارينز األمريكي، أحد اقوى حروب الشوارع في كهوفها ضد القاعدة وطالبان في مرحلة ما بعد 11 سبتمبر، مؤكدين أن دخـول ترمب لعش الدبابير االفغاني يأتي ضمن االستراتيج­ية العسكرية األمريكية ملحاصرة وتطويق ايران، كما أن القاعدة العسكرية في أفغانستان ستكون بمثابة عني على مالذات اإلرهـابـي­ـني فـي باكستان خصوصا أن ترمب وعــد بتصعيد الحملة العسكرية عـلـى مقاتلي طـالـبـان الــذيــن حـقـقـوا مـكـاسـب عـلـى حساب قــوات الحكومة األفغانية املـدعـومـ­ة مـن الــواليــ­ات املـتـحـدة. وسارعت طالبان بإدانة قـرار ترمب اإلبقاء على قـوات أمريكية في أفغانستان دون وضع جدول زمني لسحبها وتوعدت بقتل الجنود األمريكيني. وخص ترمب في خطابه باكستان بالذكر واتهمها بإيواء متشددين في مالذات آمنة على أراضيها، هذه االتهامات التي قوبلت بامتعاض ورفـض من األوســاط الباكستاني­ة التي اعتبرت تهديداته تدخال في الــشــؤون الـداخـلـي­ـة. وخــالل انـتـخـابـ­ات الـرئـاسـة ، كــان ترمب أشــار إلــى انسحاب سريع للقوات األمريكية مـن أفغانستان، إال أنـــه بـــدأ يــتــصــر­ف عــكــس حــدســه األســـاسـ­ــي بــاملــوا­فــقــة على خطة الحملة الجديدة التي طلبها مستشاروه العسكريون. قائال «عواقب الخروج السريع متوقعة وغير مقبولة». وزاد «التسرع في االنسحاب سيخلق فراغا سيملؤه على الفور اإلرهابيون من داعش والقاعدة». ولــــم يـــحـــدد تـــرمـــب جـــــدوال زمــنــيــ­ا لــلــعــم­ــلــيــات الــعــســ­كــريــة املــوســع­ــة في أفغانستان، وكان الرئيس الجمهوري انتقد سابقيه لتحديدهم مواعيد نهائية لالنسحاب من العراق وأفغانستان.. ويبدو ان ترمب الذي اتخذ قــرار الــعــودة ألفغانستان سـيـرث نفس اإلشــكــا­الت الـتـي واجـهـت جورج بــوش االبــن وبـــاراك أوبــامــا، بما فـي ذلــك تـمـرد طـالـبـان وحـكـومـة كابول الضعيفة املنقسمة. وهـو يضع حجر األســاس لتدخل أمريكي أكبر دون نهاية واضحة منظورة ودون أن يوضح معايير محددة للنجاح. الـــعـــو­دة الــتــرام­ــبــيــة ألفــغــان­ــســتــان سـتـحـمـل الـكـثـيـب­ـر من املفاجآت، لكن لن نستبق األحداث..

لننتظر ونرى.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia