اإلصابة بالعني بني الوهم واحلقيقة!

حــديــثــي الـــيـــوم عـــن مـــوضـــوع بــــدأ يـسـتـفـحـل في املـجـتـمـع بـشـكـل مــزعــج، وبــــات حــديــث املجالس، فما يجتمع أنـاس في مجلس سـواء كانوا رجاال أو نـسـاء، إال وشـكـا أحـدهـم مـن إصابته بالحسد والعني، ما أدى إلى تضرره ومعاناته من تدهور مــالــي وخـــافـــه. ملــــاذا هـــذا الــتــراجــع فـــي مستوى اإلدراك الفكري والوعي الديني؟ ملاذا يتقدم العالم فـي ثقافته خطوة ونتراجع خـطـوات؟ ومـا سبب هــذا الـتـدنـي الـفـكـري الـــذي يـعـانـي مـنـه كثير من املنازل؟ رغم أننا مجتمع يعي تمامًا أضرار العني، ونؤمن بقوله تعالى: «ومن شر حاسد إذا حسد»، ونــؤمــن بـحـديـثـه صـلـى الــلــه عـلـيـه وســلــم «العني حــق تــدخــل الـجـمـل الــقــدر والــرجــل الــقــبــر»، ولكن املبالغة في الشكوى منها وخصوصًا في املجتمع الــنــســائــي، حـولـتـنـا إلـــى مجتمع مـتـشـائـم، وبات بعضنا يحجم جزئيا عن املدح والحديث عن نعم الله، خشية رد فعل معاكس، وقد يتطور األمر إلى أن يتصل بك أحدهم أو يحضر إليك ليطلب شيئا من أثــرك، بدعوى أن عينك أضـرت به، فكيف ترد عليه؟ أو ما الفعل الذي تتخذه حياله هل تغضب أم تضحك أم تتوضأ له في أحد الجوالني؟ كيف تقنع هؤالء أن هناك في إحدى زوايا األرض أقــوامــا أكـثـر منهم وســامــة وعـلـمـًا ومـــاال وصحة وال يـعـرفـون عــن الـعـني شـيـئـا؟ أمــا نـحـن فـمـا زال بعضنا يتشاءم ووضعوا أنفسهم رهينة الخوف من العني؟ ينسون أن الله خير الحافظني وفعلوا مثل الـقـوم الـذيـن كـانـوا يستعينون بكبار الجن فـزادوهـم رهقا بأمر الله، فعليهم ما يستحقون، تناسوا أن الله عند ظن العبد بـه، لألسف تزايد في أيامنا ضحايا العني، بعد أن استجلبها عليه مـحـيـطـه، فـالـعـني طــاقــة سـالـبـة يستجلبها املرء، فـعـلـيـنـا الــحــذر مــن تـفـشـي هـــذا املـعـتـقـد الشركي املبالغ فيه والـوقـوع في شباكه، وعلينا أن نعي القول ونتبع أحسنه.