املرجفون في األرض!
هــــــــؤالء جـــمـــاعـــة تـــظـــهـــر فـــــي كـــــل زمــــــــان ومــــكــــان، خصوصًا عندما تحيط بأمة أو دولة ما تحديات تــمــس أمــنــهــا واقـــتـــصـــادهـــا ومــجــتــمــعــهــا، تبدو هيئتهم أنـهـم مــن خـيـار الــنــاس وأشــدهــم حرصًا على مصالح الوطن العليا أمنًا واقتصادًا، وعلى دين الناس وأخالقهم، ال يصدمونهم في ثوابتهم ولكنهم يتسللون إليهم كالفيروسات يحاولون أن ينخروهم مــن الــداخــل.. يـمـلـؤون فضاءاتهم.. ويقفون على قارعة الطريق.. سالحهم الضرب في خاصرة الوطن العظيم وأهله وقيادته!!
إن مـشـكـلـة هــــؤالء مـــع الـــوطـــن والــوطــنــيــة تعود أصـــال إلـــى فــكــرة ومـعـتـقـد أن الــوطــن لـيـس سوى حفنة من تـراب عفن، ولهذا تجد حديث الوطنية حديثًا صعب الفهم والهضم، حيث يتم من خالله التالعب بالفكرة أكثر من التعامل معها!! والرقص على مشاعرها أكثر من العيش معها!! قد تكون حدود الوطن لديهم سردابًا في «قم» يتخاطبون فيه مع املهدي القادم هاتفيًا!! أو قد تتشكل حدوده في حمام تركي في «إسطنبول» القديمة!! الـدولـة الوطنية لديهم متغيرة والثابت الوحيد عندهم تقويض الدولة على أساس نهوض هيكل مشروعهم الخبيث!!
يـــنـــحـــازون دائـــمـــًا مـــع كـــل شـــــيء إال مـــع الوطن وسياسته.. هم محايدون علنًا ومنحازون ضده حتى الرمق األخير، ال ينقدون الفكرة وال رجالها ألجل أنهم يريدون األفضل.. اختالفهم كلي دائمًا مع كل من يدافع عن مصالح الوطن العليا.. يرون كل إنجاز تافهًا.. وكل دفاع تهجمًا.. وكل نصيحة لـهـم تـجـريـدًا مــن وطنيتهم و«مــكــارثــيــة» تقترف بحقهم!! يحتفلون بــأدنــى نـجـاح لــآخــريــن.. ويتغافلون عــمــدًا عــن كــل نــجــاح تـحـقـقـه دولــتــهــم ورجالها.. يصدرون اإلشاعات واألكاذيب ويرددون ما يأتي منها مـن الـخـارج بحماسة منقطعة النظير.. ثم ينشرونها على طريقة إذا سمعوا أمرًا من الخوف أذاعوا به. إذا استخدمت السياسة قالوا عنها عمالة!! وإذا استخدمت القوة العسكرية قالوا عنها تهورًا..!! وإذا رفضت التعامل مع أسيادهم قالوا عن ذلك حصارًا..!! وإذا فـعـلـت كــل ذلـــك مجتمعًا قــالــوا بـغـيـض إنه استنزاف ملقدرات واقتصاد الوطن.. ولو تركت كل ذلـك مجتمعًا ملا عدمتهم الحيلة والتهموك بكل مــفــردات وقــوامــيــس الـعـجـز والـــخـــور!! هـــؤالء جن جنونهم بعدما انكشفوا.. وعرفت شنشنتهم ومن هو األخزم الذي يقف خلفهم!!
جـــربـــنـــاهـــم وعـــرفـــنـــاهـــم فــــي كــــل مــلــحــمــة خرج منها الــوطــن مـنـتـصـرًا.. وكــانــوا فيها بالتشكيك واإلحباط مع الرهان الخاسر دائمًا!! هل تتذكرون مواقفهم في حادثة احتالل الـحـرم!! أو عند غزو صدام للكويت!! أو في أعقاب أصداء هجمات 11 سبتمبر !!2001 أو في أحــداث الخريف العربي!! هل تتذكرون مـاذا قالوا وسيقولون عند اإلعالن عن رؤية اململكة 2030 أو عند أي منجز أو مشروع وطني، ماذا قالوا عند إنشاء جامعة كاوست؟! أو بـنـاء مدينة املـلـك عبدالله االقــتــصــاديــة؟! أو عند اإلعالن عن مشروع البحر األحمر؟!! وسيبقى هــؤالء املرجفون في األرض بمواقفهم املـــعـــروفـــة وإرجـــافـــهـــم املــكــشــوف مـــثـــاال للخيانة وأضــحــوكــة لــأجــيــال!! وسـيـبـقـى الــوطــن شامخًا نختلف حــول رفـعـتـه واألســلــوب األمــثــل لريادته ونتفق في النهاية على عظمته وإجالله والحفاظ عليه!!