السعودية تسير بخطوات متسارعة نحو اخلصخصة وكسر االحتكار
يترقب خبراء اقتصاديون نقلة نوعية في الخدمات الصحية والتعليمية بعد السماح بتملك األجانب في هذين القطاعني بنسبة ،%100 السيما في ظل التحديات التي تواجهها الـوزارتـان (الصحة والتعليم) باعتبارهما أكثر الوزارات أهمية في حياة املواطن. وبرغم أن ميزانية وزارة الصحة تتجاوز 60 مليار ريال، إال أن القطاع يواجه إشكاالت تتعلق بمحدودية املستشفيات املرجعية، وضعف الخدمات، وينطبق األمر كذلك على وزارة التعليم التي تبلغ ميزانيتها 191 مليار ريال، ولكنها تواجه تحديات تتعلق بـــتـــأخـــر إنـــــجـــــاز املشاريع، وضعف املخرجات. وتـــــعـــــلـــــيـــــقـــــا على السماح بتملك املستثمرين األجانب في قطاعي الصحة والتعليم بشكل كامل، أكد عضو مجلس الشورى الدكتور عبداإلله ساعاتي لـ «عكاظ» أن هذا يأتي في إطار خطة الدولة لدعم الخaصخصة، ورفع كفاءة اإلداء وحل املشكات املزمنة التي تواجهها الــوزارة، وأشـار إلى أن هذين القطاعني من أكثر القطاعات التي تواجه تحديات مزمنة، الرتباطهما بصحة وتعليم املواطن. وأشاد ساعاتي بـقـرار السماح للشركات الهندسية األجنبية العمل فـي السوق السعودية بنسبة تملك كاملة، مـا سينعكس عنه رفــع كـفـاءة القطاع في سوق يبلغ حجمه تريلوني ريال، مؤكدا أن السماح للمستثمرين األجانب الـتـمـلـك بـنـسـبـة %100 فــي قــطــاعــات الـجـمـلـة والــتــجــزئــة، حـــد السياسات االحتكارية التي يعاني منها املستهلك، املؤدية إلى ارتفاع األسعار مقارنة باألسواق املجاورة. وأضــــاف قــائــا: «إن اسـتـثـمـار الــشــركــات األجـنـبـيـة فــي قــطــاعــات الصحة والتعليم، يجب أن يرتبط بأربعة معايير أساسيةهي: الجودة، ورفع كفاءة األداء، ورفع مستوى التنافسية، وكسر االحتكار الذي تعاني منه السوق»، وشــــدد عــلــى ضــــرورة أن تــمــتــاز الــلــوائــح االســتــثــمــاريــة بــاملــرونــة الكافية السـتـقـطـاب الــشــركــات الـعـاملـيـة، وأن يسبق ذلــك عـقـد حــــوارات مجتمعية للتعرف على القطاعات التي يمكن للشركات االستثمار بها. وشاركه في القول عضو جمعية االقتصاد السعودي الدكتور عصام خليفة خــال حديثه لـــ«عــكــاظ»، مــؤكــدا أن الـقـطـاع التعليمي يعاني مــن ضعف املـخـرجـات، وعــدم مواكبتها لـسـوق الـعـمـل، والـــذي يجب منحه أولويات كاملة، وشـدد على ضـرورة تهيئة بيئة تعليمية جاذبة بالدرجة األولى، لتغيير مفاهيم الخريج السعودي عـن ســوق العمل، دون املــرور ببرامج الدعم كـ«حافز». وأكد أن األولوية الحالية تتمثل في إعادة تأهيل أكثر من مليون شاب وفتاة يبحثون عن فرص عمل مناسبة، وشـدد على ضرورة إنعاش القطاع الصحي السيما في املناطق النائية التي تعاني من ندرة في االستشاريني واملستشفيات املرجعية للحد من معاناة التنقات التي تستنزف الكثير من املال والجهد.