السعودية ترحب بالعالم.. األمن ركيزتنا.. والوسطية منهجنا
إن من أعظم ما يميز اإلسالم عن غيره من األديان أنه دين يمتاز بالوسطية واالعتدال في جميع تشريعاته؛ فال يوجد فيه غلو وال تطرف في الدين، إنه دين السماحة واليسر بعيد عن اإلرهاب، وهــذه الوسطية سمة بــارزة وواضـحـة في الدين اإلسـالمـي. ولو أخذنا الحج كنموذج الستجالء هذه الوسطية لوجدناها ممثلة في أحكامه؛ واضحة املعالم غير خافية. والـسـعـوديـة منذ تأسيسها عملت على تمكني الـحـجـاج مــن أداء مناسكهم بـيـسـر وســهــولــة وفـــي أجــــواء آمــنــة، وذلـــك يــأتــي امتدادًا للدور والواجب اإلسالمي الذي تقوم به اململكة لاللتزام برسالتها اإلسالمية تجاه ضيوف الرحمن وخدمتهم، ال تبتغي من ذلك جزاء وال شــكــورا، فـضـال عــن تـعـزيـز قـيـم اإلســــالم الـسـمـحـة نـحـو االعتدال والوسطية والسالم، وإبـراز رسالة الحج وقيمه وإنسانيته وعامليته في مواسم الحج. منبر السالم من البلد الحرام، هذه هي الرسالة التي أطلقتها ندوة الحج الكبرى أمس (السبت) من مكة املكرمة، موضحة رسالة الحج السامية التي منها تشع فكرة السالم وخطاب االعتدال والتكاتف والتعاون بني أبناء األمة اإلسالمية. ومن املؤكد أن موسم الحج يعطي ضيوف الرحمن الفرصة لتعزيز فكرة عاملية عـن اإلســـالم، وأن موسم الحج ومــا يؤديه رسالة سالم وأمن ووسطية ويسر للعالم أجمع، ولهذا قامت وزارة اإلعالم بــإطــالق شـعـارهـا خــالل حملتها اإلعــالمــيــة بـعـنـوان «الــســعــوديــة ترحب بالعالم» ألن املسلمني يقدمون من كل حدب وصوب من هذا الكوكب، ألداء مناسك الحج، وليس فقط من الدول اإلسالمية. وعلينا تعزيز هذه الفكرة بمفهومها العاملي الشامل بهدف نشر مبادئ الوسطية واالعتدال ومقارعة حجج اإلرهابيني الواهية التي ليس لها عالقة من قريب أو بعيد باإلسالم ونشر قيم اإلسالم السامية وتعزيز التواصل والتالحم بني حجاج بيت الله الحرام ورفض الطائفية وتسييس الحج ورفع الشعارات السياسية في الحج ومن أرضها انطلقت الرسالة املباركة للعالم أجمع، داعيًا وفود الرحمن إلى التعامل مع شعيرة الحج على أنـه تهذيب للنفوس وتجسيد للم شمل األمة على قيم اإلخاء والسالم. السعودية وهي تدخل اآلن في ذروة استعداداتها للحج تؤكد أنها ستقف بحزم ضد كل من يحاول العبث بأمن الحجاج ورفع الشعارات الطائفية.. السعودية ترحب بالعالم.. في هـذه الشعيرة التي توحد املسلمني وتبعدهم من التطرف والغلو.