ملاذا «التروية» في مدينة اخليام ؟
«لبيك اللهم لبيك، لبيك ال شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك وامللك، ال شريك لــك».. بهذه الكلمات يتوجه اليوم حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى (مدينة الخيام)، لقضاء يوم الثامن من شهر ذي الحجة، واملسمى «يوم التروية»، فمن أين جاء ت هذه التسمية؟ اختلفت اآلراء حول تسمية يوم التروية بهذا االسم، فالبعض يـرجـع ذلــك إلــى أن الـحـجـاج قديما كــانــوا يـشـربـون املـــاء عند مبيتهم فـي منى، ويــأخــذون مـا يكفيهم منه اسـتـعـدادا ليوم عرفة، إذ لم تكن املياه متوافرة قديما على جبل عرفات. فيما يرى البعض اآلخر أن التسمية تعود إلى تروي إبراهيم عليه السالم برؤيته وهـو يذبح ابنه إسماعيل عليه السالم طوال اليوم، والتروي هنا هو تحديث النفس بأمر يقلقها. وألن يوم التروية أحد األيام العشرة التي أقسم بها الله تعالى في الـقـرآن الكريم في قوله: «والفجر، ولـيـال عشر»، فهو يوم عظيم يبدأ فيه الحج، إذ يحرم الحج في منى، ومنه يشرع في مناسك الحج، ناهيك عن أن صيام هذا اليوم من غير الحجيج له أجر عظيم. ويستحب في يوم التروية اإلحرام في منى، إذا لم يكن الحاج محرما بعد، أمـا إذا كـان قارنًا أو متفردًا فـإنـه يـذهـب ملـنـى مـحـرمـًا. كـمـا يستحب املـبـيـت بمنى، والــصــالة بـهـا خمسة فـــروض هــي: الـظـهـر، والعصر، واملـغـرب، والعشاء، والفجر ثـم التوجه إلـى عرفات، عالوة على اإلكثار من الدعاء والتلبية جهرا أثناء التوجه إلى منى، كما فعل الرسول. ويقع بعض الحجيج بأخطاء فـي هــذا اليوم، كـعـدم الجهر بالتلبية، رغــم أنــه سنة مؤكدة ومــشــروعــة يــجــب عـــدم تــركــهــا، عـــدم املبيت فـــي مـــنـــى، والــــذهــــاب مــبــاشــرة إلــــى عرفة، ورغـــم جــــوازه إال أن الــرســول كــان يمكث فـــي مــنــى يــومــًا كـــامـــال، إضـــافـــة إلــــى أن البعض يقصر ويجمع الصلوات في مــنــى، فـيـصـلـي الــظــهــر مـــع العصر، واملــغــرب مـع الـعـشـاء، إال أن األولى أن يصلي كل صالة في وقتها مع القصر، فيصلي الظهر والعصر ركـــــعـــــتـــــن، واملــــــــغــــــــرب ثــــالثــــا، والعشاء اثنتن.