Okaz

حني يفرط احلجاج في نظافة املشاعر

- سعيد السريحي Suraihi@gmail.com

الـشـؤون البلدية والقروية وزعــت 0٤ ألــــف حـــاويـــ­ة لــلــنــف­ــايــات فـــي املشاعر املقدسة، وجندت 13 ألف عامل نظافة مدعمن بـ 800 معدة إلفراغ تلك الحاويات؛ للحفاظ عـلـى الـنـظـافـ­ة خــالل األيـــام القليلة الـتـي يقضيها الحجاج، متنقلن بن عرفات ومزدلفة ومنى، ورغم ذلك كله فإن ما تشهده الساحات والشوارع في هذه املشاعر من نفايات يؤكد أن كل تلك االستعدادا­ت ال يـمـكـن لـهـا أن تـحـقـق مــا تــهــدف إلــيــه مــن نظافة املشاعر ما لم تكن مدعومة بوعي الحجاج أنفسهم بقيمة النظافة وطرق املحافظة عليها. وال يـعـدم مـن يتنقل فـي املـشـاعـر خــالل أيــام الحج من الوقوف على ما يمأل النفس أسى وحسرة حن يكون مشهد تلك املشاعر دليال واضحا على غياب مفهوم النظافة عن كثير من أولئك الحجاج، سواء كـانـوا مـن املواطنن أم ممن قـدمـوا مـن شتى بقاع األرض على نحو يدفع اإلنـسـان إلــى التساؤل عن معنى املشاعر املقدسة عند هــؤالء الـذيـن ال يرون ضيرا في التفريط في نظافة هذه املشاعر املقدسة، بـل يبلغ اإلهــمــا­ل ببعضهم أن يعجز عـن رمــي ما يخلفه من نفايات في الحاويات املعدة لها، فيتركها حيث تـنـاول طعامه وشـرابـه على قـارعـة الطريق، أو يـرمـي بها فــي أقــرب مـوضـع لتتعثر بها أقدام العابرين وتفسد كل معنى لقداسة هذه املشاعر. وإذا كــان هـــؤالء الــذيــن ال يـشـك أحــد فــي معرفتهم بقداسة هــذه املشاعر يفعلون ذلــك فـي مشاعرهم، فما الذي يمكن أن يصنعوه فيما عداها من املواقع واألماكن التي يعبثون فيها أو يرتادونها في بقية أصقاع األرض؟ ما تشهده ساحات املشاعر وطرقاتها، بل ما تشهده ساحات الحرم املكي واملدني من تفريط في الحرص على النظافة يؤكد أن كثيرا من الشعوب اإلسالمية ال تزال تعاني من التخلف في كثير من القيم التي حـــث اإلســــــ­الم عــلــى الــتــمــ­ســك بــهــا حــتــى أصبحت النظافة شعبة من شعب اإليمان، وإماطة األذى عن الطريق واجب يفرضه اإلسالم على من يدين به.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia