Okaz

أنا فقير.. أنا أسرق !

-

في مدينة روما أصر االبن عبدالعزيز على شراء دمية ورقية تتراقص على أصوات املوسيقى من بائع على الرصيف، لكن في مقر السكن لم تتراقص الدمية عند تشغيل املوسيقى، وكان واضحا أن املسألة كانت عملية احتيال ونصب ! في اليوم التالي مــررت بنفس الطريق ووجــدت نفس البائع ذي مـالمـح جـنـوب آســيــا، يبيع دمـــاه على الـسـيـاح، فاتجهت له مفسدا عليه صفقة كـان على وشـك إبرامها، وعاتبته على احتياله ثم سألته من أي البالد أنت، فأجاب وقد تملكه الحرج مـن بنغالديش، فقلت لـه أي أنـك مسلم، فهل يجوز االحتيال والنصب على اآلخــريــ­ن فـي الـديـن اإلســالمـ­ـي ناهيك عـن عدم جـــوازه فـي أي عــرف ديـنـي وأخــالقــ­ي وقـانـونـي ؟! كــان جوابه وهـو يحاول استعطافي: أنـا فقير وهــؤالء الطليان والسياح أغنياء ! في الحقيقة كان لسان حاله: أنا فقير إذن يحق لي أن أسرق، هم أغنياء إذن يحق لي أن أسرقهم، وهذا منطق عجيب لتبرير مخالفة الـفـطـرة األخــالقـ­يـة والـتـعـال­ـيـم الـديـنـيـ­ة واملحظورات القانونية ! هــو فــي الحقيقة لــم يكتف بمخالفة تـعـالـيـم الــديــن وأنظمة القانون، واإلســاءة للمجتمع الـذي فتح له أبوابه ليطلب فيه رزقه ويخون أنظمته وقوانينه، بل أيضا خادع نفسه بأن ما يقوم به من عمل مبرر ملجرد أنـه إنسان فقير، الحظوا فقير وليس جائعا حتى ال يحاول أحد التماس العذر له ! في بقية األيــام كـان يقف في نفس املكان ويبيع نفس الدمى ويمارس نفس االحتيال، فمن الواضح أنـه لم يكن فقير مال بقدر ما كان فقير أخـالق ووعـي بأن طاقته التي يهدرها في الكسب الحرام يستثمرها غيره في الكسب الحالل !

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia