وللشرفاء نقول:... !
كل عام وأنتم بخير، اليوم عيد األضحى، حيث تبدأ فيه نهايات مناسك الحج، وكان موسم الحج هذا العام بشهادة املنصفني – ال املتربصني – موسما ناجحا بفضل الله تعالى أوال، ثـم بفضل رعاية خادم الحرمني الشريفني، وجهود حكومته الرشيدة، وقد حفل هذا املوسم بلمسات حب ووفاء، تجلت إحداها في استضافة األشقاء الحجاج القطريني على نفقة خادم الحرمني، وفتح الحدود أمامهم، واستقبالهم على منت خطوط الطيران غير القطرية، وهي لفتة إنسانية، وضربة لحكام قطر الذين حاولوا تسييس فريضة الــحــج، وروجــــوا كـذبـا وبهتانا إشــاعــة منع الـسـعـوديـة للحجاج القطريني هذا املوسم. أما اللفتة الثانية لخادم الحرمني الشريفني، فهي لفتة إنسانية بالدرجة األولى، تمثلت في استضافة ألف من أسر شهداء اإلرهاب في مصر الشقيقة، من الـزوجـات واآلبــاء واألمـهـات، ليثبت بذلك وقوفه العملي مع مصر في مواجهة اإلرهاب، والخروج من دائرة األقوال إلى دائرة األفعال. وفي كل موسم نكتب عن ظاهرة تخلف بعض الحجيج، وبخاصة مــن األفـــارقـــة وغــيــرهــم، ومـــا يـشـكـلـونـه مــن خــطــورة عـلـى الحياة االجتماعية في البالد، وكيف أن تغاضي بعض أبناء البالد عن وجود هؤالء املتخلفني بغية استخدامهم في مشاريعهم وأعمالهم بمقابل مــادي أقــل مما يدفعونه للعمال املقيمني إقـامـة شرعية يمثل ضـربـة ألمــن املجتمع وسـلـمـه، بـل إن مـجـرد العلم بوجود متخلفني وعـدم اإلبــالغ عنهم يمثل في اعتقادي خيانة للوطن؛ ألنه يؤدي بشكل أو بآخر إلى مشكالت نحن في غنى عنها. ربما تـزداد الخطورة لهذه الظاهرة ظاهرة تخلف الحجيج هذا العام عن غيره، فاإلرهاب يهددنا من عدة اتجاهات، وال نستبعد أن يتم استغالل هــؤالء املتخلفني لتنفيذ عمليات تخريبية في البالد. إذن القضية هـذا العام تختلف عما سبق وخطورتها أشـد فتكا بالبالد مما أشرنا إليه في األعـوام املاضية، وهو ما يتطلب منا جميعا صحوة ويقظة، وأن نعمل العقل، ونغلب مصلحة البالد على مصلحة األفــراد. نعم قد يحقق البعض مكاسب مادية لهم، لكنهم بال شك يهدمون دون أن يشعروا صرح الوطن الغالي اآلمن املستقر. وال يـسـعـنـي فـــي هـــذا الـــيـــوم الــجــلــيــل إال أن أنـــاشـــد إخـــوانـــي من الــســعــوديــني بــإغــالق أبـــــواب الــعــمــل أمــــام هــــؤالء املـتـخـلـفـني، كما أنــاشــدهــم وأنـــاشـــد املـقـيـمـني الــشــرفــاء، اإلبــــالغ عــن مـتـخـلـف هنا وهــنــاك، وال بــأس أن تـحـدد الـحـكـومـة مـكـافـأة لـكـل مــن يبلغ عن متخلف من الحجيج. وكل عام وأنتم بخير.