14 «لوجافير»أوروغويانيقطع ألفكيلوليحجوحيدا
دون رفقة الحج أو مكتب شؤون حجاج يشرف عليه أو الدخول في متاهات القرعة التي تحتم عليه االنتظار لفترة زمنية قد تطول أو تقصر حسب حظه، أو تحديد سن معينة للقدوم إلى الحج كما يحدث في كثير من الدول، خرج ابن األورغواي أصال ومنشأ «لــو جـافـيـر مارتينيز ريــســوتــو» مــن بـــالده قــاصــدا األراضي املقدسة حاجا بيت الله الحرام بمفرده دون أن يصطحبه أحد من بـالده، متكئا على إيمان قوي ورغبة جامحة بأن يكون األورغوياني الوحيد في موسم حج هذا العام. رحــلــة لــو جـافـيـر الـــذي يـعـيـش فــي منتصف األربعينات مـن عـمـره لـم تكن سهلة فقد اضـطـر للسفر إلــى البرازيل للحصول على التأشيرة التي تمكنه مـن أداء الـحـج، ثم أدار بوصلة البحث عن شركة سياحية مناسبة من خارج بلده ليكون ضمن أفواجها. ولئن قيل في الحدث النبوي «السفر قطعة من العذاب» فإن لو جافيير عاش هذا العذاب وهو يسافر بمفرده عبر طيران غير طيران بالده قاطعا املحيط األطلسي، مـارا بمحطات عدة عابرا نحو )14( ألف كيلومتر بني العاصمة األوروغويانية مونتيفيديو ومطار األمير محمد بن عبدالعزيز باملدينة املنورة الذي حط رحاله فيه بواسطة الخطوط التركية ليحقق حلمه ورغبته في الوصول إلى األراضي املقدسة بـعـد عــنــاء طــويــل، ويــقــف عـلـى صـعـيـد عرفات الطاهر، ليكون الحاج األوروغـويـانـي الوحيد وفــق إحــصــاءات مؤسسة مطوفي تركيا ومسلمي أوروبـــا وأمريكا وأستراليا. فحال لو جافيير كحال الجالية اإلسالمية في األوروغواي التي تغيب عنها الجماعية وتحضر الفردية في كل أعمالها. فالدولة املشهورة على مستوى كرة القدم عامليا تغيب عنها املراكز اإلسالمية ذات التنظيم الجماعي، إذ تتناثر بعض التجمعات القائمة عـلـى الـجـهـود الــفــرديــة مـثـل املــركــز اإلســالمــي املــصــري فــي العاصمة مونتيفيديو، واملـركـز اإلسـالمـي الفلسطيني بمدينة كبشوري قرب الحدود البرازيلية، والجماعة اإلسالمية في مدينة الريفيرا، وجمعية األخوة اإلسالمية. وفــي هــذا الــصــدد يـقـول الـداعـيـة أحـمـد صـالـح املـحـايـري معلقا على أوضاع املسلمني في األوروغـواي: «لم نسمع بجمعية إسالمية قديمة أو حديثة باألورغواي، إال أن الجالية العربية واملسلمة منذ ما يزيد على 40 سنة قاموا بتأسيس النادي السوري اللبناني في العاصمة. فيما تقطن اليوم نحو عائلة مسلمة في العاصمة مونتيفيديو، وأزيد من 001عائلة مسلمة في املدينة الواقعة على حدود البرازيل، والتي تستفيد من خدمات الجمعية اإلسالمية في مدينة شـوي البرازيلية التي فيها مسجد وجمعية إسالمية. وعــلــق رئــيــس مــؤســســة مــطــوفــي تــركــيــا ومــســلــمــي أوروبــــــا وأمريكا وأستراليا املـطـوف طــارق عنقاوي فـي حديثه لــ «عـكـاظ» على سبب عــدم حـضـور أعـــداد كبيرة مــن األورغـــــواي للحج، مرجعا ذلــك لعدة أســبــاب أبــرزهــا عــدم وجـــود مـركـز إســالمــي هـنـاك كما فــي بـاقـي دول أمريكا الجنوبية، إضافة النصهار املسلمني مع املجتمع وعدم وجود رغـبـة كبيرة منهم فــي الــقــدوم للحج فالبعض اليحمل مــن اإلسالم سوى اسمه، فيما يمنع ضيق الحالة املادية آخرين من القدوم ألداء الفريضة.