أجهشت بالبكاء في املطاف.. وكدت أموت من شدة الروحانية
ظـل حلم الحج يــراودهــا سـنـوات طويلة ولــم تكن تعلم أن حلمها سيتحقق بمكاملة هاتفية، كـانـت مفاجأة مـن أجـمـل املـفـاجـآت لــهــا،إذ استضافتها وزارة الثقافة واإلعالم ضمن ضيوف الوزارة لحج هذا العام. فكان حدثا ال ينسى. تقول زلفيا حنانوفا مستشارة في إدارة الشؤون الدينية الروسية إن جدها قدم من مدينته الروسيا القريبة من سيبيريا إلى مكة املكرمة ألداء فريضة الحج مشيا على األقدام ثالث مرات، وذلك في حقبة االتحاد السوفيتي قبل أن توجد الطائرات على خريطة النقل الجوي. وزادت «كنت أحمل نفس الشوق الذي تحقق لي فأنا محظوظة للغاية». وأضافت زلفيا (وهي تتحدث لـ«عكاظ» من مقر املركز اإلعالمي الذي أقامته الــوزراة في جـدة)، كان حلمي حج بيت الله الحرام، وكنت أجمع مبلغ الحج منذ سنوات عدة ووسط ذلك جاء ني اتصال وأخبرني باستضافتي ألداء الحج وفوجئت بذلك.. وأشـارت وهي مبتسمة «إنه حلم عظيم وهدية كبرى لن أنساها مدى الحياة». وتشير زلفيا إلى أن زيارة أقاربها للمملكة وثناءهم عليها كان يزيد لهيب الشوق في قلبها. وأضافت «كانوا يقولون إنها بلد أمن وأمان وتطور وبها مدن جميلة.. أحمد الله ربي على تيسيره لقدومي إلى هنا ولـوال إرادتــه ملا كنت بينكم اليوم». وتقول: إن أهلي فرحوا كثيرا بخبر استضافتي ألداء الحج وكـان يوما مشهودا غير عادي في مدينتنا، إذ ليس سهال لدينا أن يكون املرء منا حاجا.. هذا يساوي عندنا الشيء الكثير إنه أمر عظيم. وعـن أبـرز املالمح واملشاهد التي لفتت أنظارها خـالل الفترة التي قضتها في اململكة قالت أحببت املعمار العربي والطرق والجبال وكنت عندما أمر بها أتذكر الصحابة وهم يمرون عليها، كما شاهدت متاحف جميلة وزرت مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهـذا فخر كبير وفرحة عظيمة. وتـحـكـي زلـفـيـا مـوقـفـا حـصـل لـهـا عـنـدمـا كـانـت فــي صـحـن املطاف وتحديدا بني الركن اليماني والحجر األسـود حيث أمطرت السماء وهي في أحد أشواط الطواف، هذا املشهد جعلها تجهش بالبكاء بني جموع الطائفني وكأنها فقدت شخصا عزيزا على قلبها.. تصف الحدث فتقول: كاد قلبي أن ينخلع من مكانه.. كادت روحي تطير إلى السماء من فرط املشاعر الجياشة التي انهالت علي وأحاطت بي من كل جانب، فلن أنسى منظر الكعبة املشرفة وأنا أصلي في صحن املطاف، تخيلت فعال أني في الجنة. وأزجت الشكر الجزيل إلى خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز على الخدمات الجليلة التي يقدمها للحرمني الشريفني وقاصديهما وللحكومة على حسن االستقبال وكرم الضيافة، متمنية أن تدوم اململكة في أمن وازدهار.