«منرة» يكتسي البياض في يوم احلج األكبر

صدحت منارات مسجد نمرة الست في صعيد عرفات الطاهر بنداء الحق، ومؤذنة ألداء صالتي الظهر والعصر جمع تقديم اقتداء بالرسول (صلى عليه وسلم). واكتسى املسجد أمس (الخميس) حلة بيضاء كأنه قطعة إحرام منسوجة في رداء واحد بالتصاق والتئام ضيوف الرحمن بعضهم ببعض، الذين توافدوا إليه منذ وقت مبكر من صباح اليوم التاسع من ذي الحجة، ليشهدوا خطبة عرفة ناسجني لوحة زاهية داخـل املسجد وفي الساحات الخارجية، في ملمح يتكرر مرة واحدة كل عام. واكتسب املسجد أهمية كبرى من الناحية الدينية والتاريخية، ففي هذا املكان خطب النبي (عليه الصالة والسالم) خطبته الشهيرة في حجة الوداع. مسجد نمرة من املواقع التاريخية املهمة في الحضارة اإلسالمية، ومسجد نمرة بفتح النون وكسر امليم مـن أهــم معالم مشعر عـرفـات، ويتسع ملئات اآلالف مـن الحجاج الــذي أتــوا تائبني مطيعني منيبني إلى الله. يقع مسجد نمرة إلى الغرب من مشعر عرفات، إال أن جزءا منه في وادي عرنة وهو أحد أودية مكة املكرمة الذي نهى عليه الصالة والسالم من الوقوف فيه، إذ قال املصطفى (صلى الله عليه وسلم) وقفت هاهنا، وعرفات كلها موقف إال بطن عرنة، وبطن وادي عرنة ليس من عرفة، ولكنه قريب منه. وبني املسجد في املوضع الذي خطب فيه الرسول (عليه الصالة والسالم) في حجة الوداع، وذلك في أول عهد الخالفة العباسية، في منتصف القرن الثاني الهجري. ويتربع املسجد في مشعر عرفات، وهو من أهم معاملها التاريخية فيها، ويعرف في العديد من الكتب التاريخية بعدة أسماء مثل مسجد النبي إبراهيم (عليه السالم)، ومسجد عرفة، ومسجد عرنة. وأخذ اسم مسجد نمرة من قرية كانت خارج عرفة أقام فيها النبي (صلى الله عليه وسلم)، ثم سار منها إلى بطن الوادي حيث صلى الظهر والعصر وخطب في املسجد. ورجحت املصادر التاريخية أن مسجد نمرة شيد في املرة األولى منتصف القرن الثاني الهجري على األرجح، وحظي باهتمام خلفاء وسالطني وأمراء املسلمني، إذ عمره «الجواد األصفهاني» عام 955هـ، وأجريت له في العصر اململوكي عـمـارتـان مهمتان األولـــى ُبـأمـر املـلـك «املظفر سيف ًالــديــن» عــام 348هــــ، والثانية بأمر «السلطان قايتباي» عـام 488هـــ، وتعد األفخم واألكـثـر جماال وإتقانًا في ذلـك الحني، ثم جددت عمارته في العهد العثماني عام 2721هـ، إال أنه شهد في عهد الدولة السعودية أضخم توسعاته، ليصبح بذلك ثاني أكبر مسجد بمنطقة مكة املكرمة من ناحية املساحة بعد املسجد الحرام.

االبتهال إلى اهلل من على جبل الرحمة.

حاجتان على صعيد عرفات.

رجل أمن يرش المياه على حاج لتلطيف الجو.

جانب إنساني من رجال األمن.

أكف الضراعة من على جبل الرحمة.

حاج لم يمنعه سنه من الصعود إلى جبل الرحمة.

(تصوير: عمرو سالم)