العب فاشل وعضو غير فاعل!
في عام ـه1385 سمعت ورفاقي في الحارة من املراهقن بفوز نادي الوحدة بكأس امللك فقررنا التوجه فـورًا إلى مقر النادي وعـرض أنفسنا باعتبارنا «العبي حــواري» لنا مستقبل!، فتم الترحيب بنا في درجـة الناشئن، وكان مدرب النادي هو الكابنت حسن سلطان «رحمه الله» وهو نفسه مدرب املنتخب، وكان أستاذًا للنجم اإلعالمي والرياضي علي داوود في مجالي الرياضة والتلفزيون في بداية مشوار الــداوود في برنامج للرياضة كـان يبث من التلفزيون أيـام األبيض واألســـود! وقـد صرفت لنا قمصان وسراويل تحمل شعار النادي تناسب أعمارنا وأجسادنا، وعند حضوري ألول تمرين «فــي سـاحـة إســـالم» وجــدت أن موهبتي الـكـرويـة متواضعة أمــام معظم املتدربن، ولكنني واصلت التمارين لعل وعسى! وذات يوم كان املدرب يعلمنا طريقة تثبيت الكرة، إذ جاءت طائرة من العب زميل ومن ثم الزحف بها إلى عرين النادي املقابل فقذف الكرة عاليًا فاصطدمت في ركبتي وفشلت في تسلمها بطريقة صحيحة فكرر املحاولة ففشلت فغضب حسن سلطان وضــرب ساقي بسلسلة الصفارة التي كـان يحملها أثـنـاء الـتـدريـب، فكظمت غيظي حتى رمى لي الكرة مجددًا فضربتها بقدمي بقوة قبل أن تالمس األرض فطارت خارج امللعب، فاشتد غضبه من حركتي وقال لي: عمرك ما تفلح قط في هذا امليدان، وقد كان! حيث إنه كان آخر تمرين لي في النادي. وأذكر أننا كنا بعد كل تمرين نذهب إلى مقر النادي فنؤدي صالة املغرب جماعة، وبعد الصالة نلزم بشرب كأس كبيرة «مغراف» من الحليب يعده رجل اسمه «رمضان»، ومن ال يشرب يشكوه للمدرب، وفي تلك األيام رأيت ألول مرة رئيس النادي األستاذ عبدالله عريف (رحمه الله)، وكان أمينًا للعاصمة املقدسة وملست منه حرصًا على أبنائه الالعبن وسؤاله الدائب عن مستواهم ومدى انتظامهم في التمارين، ورأيت في فناء النادي وفي امللعب شابا أسمر يسمونه «بككا» يجمع الكرات وينظف امللعب ويشجع الالعبن بكلمات غير مفهومة لصعوبة لديه في النطق، ويقال إنه كان سليمًا، ولكنه تظاهر باإلعاقة والله أعلم. وبعد نحو خمسن عامًا وجدت نفسي عضوًا في مجلس إدارة النادي الذي ترأسه األستاذ علي داوود فحاولت االعتذار عن تولي هذه املسؤولية فلم يقبل عذري، فتعمدت عدم حضور معظم جلسات املجلس لعلي أفصل منه بسبب الغياب عن ثالث جلسات فلم يفعلوا ذلك، وأصبحت في نظر نفسي وفي نظر زمالئي في املجلس عضوًا غير فاعل، وملا انتهت فترة تكليف املجلس وكان ملدة عامن تنفست الصعداء. أما النادي فلم يزل من منحدر إلى منحدر، وكان آخر بطولة حققها في مجال كرة القدم عام ـه1386 أي قبل ما يزيد على نصف قرن.. وقد أردت بهذه الذكريات ترطيب صيفكم الحار وسالمتكم.