Okaz

داعش وحزب الله

-

لم يعد أحد يحتاج إلى كثير عناء كي يدرك العالقة املشبوهة بن داعــش من ناحية ونظام األســد وحــزب الله والحشد الشعبي في الـعـراق من ناحية أخــرى، فالتنسيق الــذي كـان يتم في السر بات في العلن واالتفاق الذي كان مجرد احتمال أصبح واقعا ملموسا ال تخجل كافة األطــراف من اإلعــالن عنه، حـزب الله الــذي يتحرك بـنـاء على مـا يطلب منه القيام بـه أكــد أنــه وبتنسيق مـع النظام السوري وبعد لقاء جمع أمينه بالرئيس السوري اتفق مع داعش على انتقالها من غرب سوريا وحدود لبنان إلى منطقة البوكمال على الحدود العراقية السورية أقصى شمال غرب العراق، وبدوره أعلن الرئيس السابق للحكومة العراقية نــوري املالكي مباركته لهذا االتفاق، مؤكدا بذلك ما كان يدور حوله من شبهات حن فتح حــدود الــعــراق وسـهـل لـداعـش قبل ثــالث سـنـوات احـتـالل املوصل خالل ساعات. داعش الذي أخذ يتداعى بعد هزائمه في املوصل وتلعفر لم يبق منه إال فلول قليلة تتمركز في أقصى شمال غرب العراق، وهي فلول بــات بوسع الجيش العراقي طـردهـا وتطهير األراضـــي العراقية منها، غير أن ذلــك إذا مـا حــدث لـم يكن لـه أن يحقق الـــدور الذي لعبه داعش باحتالله املوصل ونينوى حن منح الحشد الشعبي الشيعي فـرصـة الـتـوسـع فــي األراضــــ­ي السنية وتهجير سكانها منها واستكمال مخطط التغيير الديموغراف­ي للمناطق العراقية، ولـذلـك لـم يكن هناك بـد مـن إعــادة بناء صفوف داعــش ودعــم من بقي منه فـي غــرب الـعـراق بمن بقي منه فـي غــرب سـوريـا، ولهذا كـان االتـفـاق املعلن بـن حـزب الله ونـظـام األســد وداعــش للتحرك من غرب سوريا إلى شرقها، وعندها لن يصبح داعش مجرد فلول باستطاعة الجيش العراقي القضاء عليها وإنـمـا قـوة تستدعي االستعانة بالحشد الشعبي مما يعني استكمال مخطط اجتياح املـواقـع السنية في الـعـراق وهـو الغرض الــذي من أجله تم إنشاء داعش ودعمه بالسالح والرجال وتسهيل مهمته لالستيالء على املناطق السنية في العراق ومـن ثم تبرير إنشاء الحشد الشعبي الشيعي واحتالله لتلك املناطق.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia