فضيحة حماية احلجاج القطريني
مـا زال وزيــر الخارجية القطري «يتهجول» في عواصم الغرب ويردد كامه املكرر املليء باملتناقضات معتقدًا بسذاجة شديدة أنه قادر عـلـى إقــنــاع مستقبليه ومـسـتـمـعـيـه بطرحه حـــول الــحــصــار وانــتــهــاك الــســيــادة وتجاوز القوانني الدولية، كما يتهم رباعي املقاطعة الـــذي قــرر ردع بـلـده عــن حـمـاقـاتـه الخطيرة وضرره البالغ على سلم وأمن املنطقة. فـي جولته الغربية األخــيــرة خــرج على املأل بــبــاقــة جـــديـــدة تــســتــوجــب عـــزلـــه مـــن العمل الــســيــاســي لـــو كــــان هـــنـــاك مـــن يــفــهــم حقيقة ومـــتـــطـــلـــبـــات هــــــذا الـــعـــمـــل فــــي دولـــــتـــــه. كان مضحكًا كالعادة ومثيرًا للشفقة واالحتقار معا وهو يطالب بحماية الحجاج القطريني. لقد قال ذلك سابقا قبل بداية الحج متوسا أن يتعاطف مـعـه بـعـض الحمقى واملرتزقة كنوع من تصعيد الخاف ومحاولة استهاك كـــل األوراق املــمــكــنــة، لــكــن مـــــاذا وقــــد وصل الحجاج القطريون في ضيافة خادم الحرمني الشريفني والشعب السعودي وشاهدهم كل العالم وهم يؤدون مناسكهم ضمن مليونني ونـــصـــف مــلــيــون حــــاج تــقــريــبــا فـــي أمــــن تام وراحـــة ويـسـر واطـمـئـنـان؟ ألـيـس مخجا أن يــقــول ذلــك هــذا الــوزيــر املـرتـبـك الـــذي أصبح يهذي با وعي؟ الــــوزيــــر الــقــطــري ال يـــعـــرف كـــم عــــدد حجاج بــلــده الــذيــن ظــهــروا فــي شــاشــات التلفزيون يـعـبـرون عــن سـعـادتـهـم بـالـرعـايـة والحفاوة الــســعــوديــة، ربــمــا قــــال لـــه أحــــد املستشارين األجـــانـــب الــجــهــابــذة فــي دولــتــه إن صورهم بــاإلحــرام تعني أنهم اسـتـدرجـوا إلــى معتقل ونزعت ثيابهم قسرًا لتعذيبهم. الغرائبيات لـــدى صــانــعــي الــســيــاســة الــقــطــريــة قــد تجعل هــذا التفكير ممكنا، وذكـــاء الــوزيــر وحنكته وأملـعـيـتـه قــد تجعله يـصـدق ذلــك فــا يتورع عـن قـولـه أمــام العالم الــذي يشاهد فـي نفس اللحظة ما يحدث في الحج. العكس هو الصحيح يا وزير الغفلة، فاملنطق يتطلب أن نتبادل األدوار لنكون نحن الذين نـطـالـب بـحـمـايـة الــحــجــاج مــن نـظـامـكـم بعد عودتهم، ألنكم ربما لن تترددوا في عقابهم ألنهم أدوا ركنا من أركان اإلسام، ضيوفًا على الرحمن في بلد األمن والخير والسام.