Okaz

رمي اجلمرات الثالث قبل الزوال 2-2

-

ويــوضــح فـضـيـلـة الــدكــتـ­ـور الـشــيــخ عــبــدالـ­ـوهــاب إبــراهــي­ــم أبو سليمان دواعي التيسير فيقول: «هذا املقصد تميزت به جميع شـرائـح اإلســـالم وأحـكـامـه فـي أسـلـوب تشريعي مــرن، هـو أشد ظهورا، وأبرز فعالية في شعيرة الحج في أداء الفرد، والجماعة على السواء، ملا تشهده مشاعر الحج من جموع املسلمن بأعداد كـبـيـرة فــي زمـــان ومــكــان مــحــدودي­ــن، لــهــذا فــإن روح السماحة والتيسير بــدت واضـحـة ظـاهـرة فـي إجــابــات املصطفى صلى الله عليه وسلم في العبارة الخالدة، الجامعة املانعة لهذا املبدأ الـشـرعـي عندما يتوجه إلـيـه ســؤال فـي شــأن مــن شــؤون الحج بقوله: «افـعـل وال حــرج»، يمكن لـم شتات هـذا املقصد العظيم بادئ ذي بدء في خمس قواعد: فيما يـأتـي توضيح وتفصيل هــذه الـقـواعـد األربـــع والتمثيل لها من شعيرة الحج في املباحث التالية: تجلى االتجاه نحو التيسير واضحًا صريحًا ودليال قاطعًا في اآلتي: أوال: إجــابـــا­ت املـصـطـفـ­ى صـلـى الــلــه عـلـيـه وســلــم فــي العبارة الخالدة، الجامعة املانعة لهذا املبدأ الشرعي عندما كان يوجه إليه ســؤال فـي شــأن مـن شــؤون الحج بقوله «افـعـل وال حرج»، فيما تواترت روايته عن أسامة بن شريك رضي الله عنه قال: «خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجًا فكان الناس يأتونه فمن قائل: يا رسول الله: سعيت قبل أن أطوف، أو أخرت شيئًا، أو قدمت شيئًا، فكان يقول ال حرج، ال حرج إال على رجل افترض عرض مسلم وهو ظالم فذلك الذي حرج وهلك». أخرجه الــحــاكـ­ـم فــي صحيحه املــســتـ­ـدرك عـلـى الـصـحـيـح­ـن، وأخرجه الدارقطني، وأخرجه ابن حزم في صفة الحج الكبرى. ثانيًا: ومما يعضد هـذا املقصد الشرعي أن رســول الله صلى الله عليه وسلم حج مرة واحـدة، تلك هي حجة الـوداع، وبرغم هــذا حــدث اخـتـالف فـي بعض األحــكــا­م بـن الـفـقـهـا­ء، وقــد أثار هــذا املـوضــوع سعيد بـن جبير رضــي الله عنه قــال: قلت البن عباس رضي الله عنه كيف اختلف الناس في وقت تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم ومــا حـج إال مــرة واحـــدة؟ قــال: لبى رســول الله صلى الله عليه وسلم في دبـر صلواته فسمع ذلك قــوم مـن أصحابه رضـــوان الـلـه عليهم أجمعن فنقلوه، وكان القوم يأتونه أرساال فلبى حن استوت به راحلته فسمع تلبيته قوم فظنوا أنه أول تلبيته، فنقلوا ذلك، ثم لبى حن عال البيداء فسمعه آخرون فظنوا أنه أول تلبيته فنقلوا ذلك، وايم الله ما أوجبها إال في مصاله. أهل الحديث جمعوا رواة نسك رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا ثالثن نفرا، فعشرة منهم تروي أنه كان قارنًا، وعشرة أنه كان مفردا، وعشرة أنه كان متمتعا». السطر األخير: روى نبيشة الهذلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قـال: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله) أخرجه مسلم

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia