تسويق النجاح

فــي كــل مــوســم حــج تــبــدأ املــراهــنــات عـلـى نــجــاح أو إخـفـاق املــوســم، وألن أي عـــداوة قائمة يـكـون فيها الــعــدو مـتـربـصـا بـــك، ويــصــرف كــل نـجـاحـاتـك إلى مصب حقده، وألن العدو ال يحتاج ألي براهني على صدقك ونزاهتك قبل أي حكم وبعده تظل أحقاده مـشـتـعـلـة، والــحــاســد ال يــفــرح بـــأي نـــجـــاح تحققه ويسعى إلى تهشيم كل إنجازاتك. وألننا نشرف على أكبر تظاهرة إنسانية يتواجد بها ماليني مـن الـنـاس فـي زمــن ومـكـان محدودين ونــحــقــق الـــنـــجـــاح املـــتـــوالـــي فـــهـــذا يـــســـوء مـــن كان يتربص بـإفـشـال هــذه الـتـظـاهـرة، وعلينا التمسك بكل نجاحاتنا واملفاخرة بها إزاء أي تشكيك صادر من دول أو أفراد. وما سبق موسم الحج من حمالت كاذبة عن اململكة ال تـقـف عـنـد دولـــة أو أفــــراد إذ إن الــتــفــوق مجلبة للحسد والعداء أيضا. وكم هي الحمالت الضارية التي تشن على اململكة، ومـع ظهورها وتناقلها تكتسب االنتشار لوجود عجلة إعـالمـيـة ضخمة تــســوق لتلك األكــاذيــب إال أنها تتالشى سنويا أمــام الحقيقة التي يجسدها نجاح الحج. وفــي كــل مـوسـم حــج نـالحـظ أن العجلة اإلعالمية الــعــدائــيــة تــنــفــخ كــيــرهــا بــاتــجــاه املــمــلــكــة بكثافة وتـركـيـز عـلـى ضـعـف إدارة الــحــج، ومــع كــل موسم تــســطــع الــنــجــاحــات املــصــاحــبــة لــلــحــج، ويتحدث الحجيج عما وجدوه من حفاوة وترحيب وتسهيل ملناسكهم فهم أكثر تجربة ودراية بما أحدثته إدارة الحج من قفزات نوعية في املشاعر املقدسة، وكما يقول املثل (أصدق القول ما تراه العني ال ما تسمعه األذن) إال أن وسائل اإلعالم العاملية ال تبث شهادات الـحـجـيـج، فـتـظـل األكـــاذيـــب مستنقعا يــتــزود منه العدو والحاسد ضد بالدنا. وألننا نعيش في زمـن اإلعــالم تكون الكفة راجحة لكل من يدير العجلة اإلعالمية الضخمة في نصرة قــضــايــاه الــوطــنــيــة، وتــســويــق نــجــاحــاتــه بحرفية اإلعالمي الحذق الذي ال يقدم مادة إعالمية باردة. وفـــي هـــذا املــوســم اســتــطــاع إعــالمــنــا بــجــوار إعالم الــدول الصديقة التخلص مـن مشكلتنا اإلعالمية املحلية حـني لـم يكن قــادرا على دفــع األكــاذيــب من خالل املواجهة املباشرة، واستطاع أيضا استثمار تــواجــد الــهــيــئــات واملـــراكـــز اإلســالمــيــة وتحريكها باتجاه قضايانا والنصرة لها. وكــنــت ســابــقــا أضـــع عــقــدة ضــعــف إعــالمــنــا وعدم االسـتـفـادة مـن إعــالم الــدول الصديقة هـي املشجب الـــــــذي يـــمـــكـــن األكــــــاذيــــــب مــــن اعــــتــــالء نجاحاتنا وتهشيمها، بينما يستطيع اإلعالم املنصف تقديم الحقائق بصورة حيادية تظهر النجاح واإلخفاق، وعلى إعالمنا املحلي مواصلة تقديم مواده بذكاء إعالمي، ألن كل حاقد أو عدو تستطيع كشفه أمام نــفــســه وأمـــــام اآلخـــريـــن مــتــى مـــا اســتــطــعــت تمكني اآلخرين من التقاط الصورة من زاويتك أو من زاوية الحقيقة. وفي زمن اإلعالم ال يكفي أن تنجح، بل تحتاج إلى من يسوق هذا النجاح.