إلى خالد الفيصل: نحن نعتز بك أكثر
لفتة شاعرية إنسانية وطنية جميلة تلك التي عبر عـنـهـا األمــيــر خــالــد الـفـيـصـل يـــوم أمـــس مــن خالل رســالــة قــصــيــرة جـــدًا لـكـنـهـا بـلـيـغـة جــــدًا، نشرتها الصحف بأناقة تتناسب مع أناقة املضمون، قال فــيــهــا: (إلــــى كـــل مـــن غــمــرنــي بــســعــوديــتــه العربية اإلسالمية، أقدم اعتزازي.. خالد الفيصل). هنا، وفــي هــذا التوقيت على وجــه الخصوص، ال بد من الحديث بوضوح وبأعلى صوت عن األشياء التي كنا نغفلها أو نتجاوزها أو نشيح بأقالمنا عنها. في ما سبق لم تكن األمور كما هي اآلن، ألن اسـتـهـداف وطننا ورمـــوزه ومـقـدراتـه ومكتسباته أصبح علنيًا وصارخًا، بوقاحة ولـؤم شديد، عبر جـوقـة مــن املــرتــزقــة املــأجــوريــن الــذيــن يـبـذلـون من السفه بقدر ما يدخل في أرصدتهم. األمــيــر خـالـد الفيصل رجــل دولـــة مــن طـــراز رفيع، لــه رؤيـــة واســعــة وبـعـيـدة املـــدى. تــذكــروا قصيدته التي حــذر فيها مـن كثير مما يجري اآلن برمزية بـلـيـغـة، لـقـد نـصـح فيها املـتـهـوريـن نصيحة األخ املشفق مما هم متورطون فيه وماضون في طريقه بال بصر أو بصيرة. مثل هـذا النموذج السياسي الــواعــي الـــذي يمثله خـالـد الفيصل مـزعـج ألعداء وطــنــنــا املــتــآمــريــن عــلــيــه، وألنـــهـــم دائـــمـــًا يقبعون فــي الــكــوالــيــس فــإنــهــم يــدفــعــون بــاأللــســنــة القذرة املـسـتـأجـرة لـتـقـول مــا يــريــدون قــولــه نـيـابـة عنهم. لهذا فقد دفعوا بواحد من تلك األلسنة كي يحاول النيل من خالد الفيصل وهو في أطهر بقاع العالم وأقدس مقدسات املسلمني، يخدم حوالي مليونني ونصف من حجاج بيت الله الـحـرام، وظنوا أنهم سيحققون شيئا بتلك السفاهة، لكنهم ما علموا أن بوابة الجحيم ستفتح عليهم من الشعب السعودي النبيل الـذي يحب خالد الفيصل حبًا ال ريـاء فيه، كإنسان ومواطن ومسؤول ورجـل دولـة نـذر نفسه أكثر من نصف قرن لخدمة وطنه. إنهم ال يعرفون طبيعة العالقة بني شعب اململكة وقـادتـه ورمـــوزه، وهــذا طبيعي ألن فاقد الشيء ال يعرفه. لقد ألـغـوا شعبهم واسـتـبـدلـوه بحفنة من الغرباء الطارئني لتتشكل حالة انفصام شديدة ال شبيه لها. هنا شعب ال مأجورين فيه وال مدفوعني وال مكلفني بـقـول شـــيء. شـعـب يعبر عــن مشاعره بعفوية وتلقائية ونـزاهـة وصــدق، وقــد أثبت لكم أنــه أقــوى خطوط الـدفـاع عـن وطـنـه، فتعلموا منه الفضيلة بدال من إصراركم على تعلم الرذيلة. يا خالد الفيصل: بمثل اعتزازك وأكثر، نحن نعتز بك.