سيلفي احلج.. بني التوثيق والهياط !
فـي وقــت يــرى فيه مـصـورو السيلفي فـي الحج أنهم يوثقون رحلة العمر، من وسـط املشاعر، يـرى آخــرون أن سيلفي الحج ينتمي إلـى فصيلة الهياط التي يلجأ إليها البعض خاصة املشاهير، ممن يحرصون على تصوير كـل صغيرة وكبيرة ملتابعيهم. ويــدافــع الـحـاج خـالـد بترجي عـن السيلفي باعتباره توثيقا لرحلة الـحـج، ولـيـس مـن بــاب االسـتـعـراض أو الـهـيـاط، قائال: جئت ألداء شعائر الـحـج فما املـانـع مـن توثيق رحـلـة العمر، حـتـى أتــذكــرهــا بـعـد أعــــوام. فيما يــبــرر عبدالحميد الفضلي تـصـويـر نفسه بـأنـه يعشق الـتـصـويـر، وهــو دومـــا مــا يلتقط صورا ويرسلها ملتابعيه في السناب شات، حتى يكونوا معه لحظة بلحظة، ودافع عن السيلفي قائال: ال ألتقط الصور ملجرد االستعراض، ولكن للتواصل مع اآلخرين، فهو بمثابة وسيلة تواصل. ويــعــد عـبـدالـلـه فــرســانــي أحـــد املــعــروفــني بـبـرنـامـج التواصل أن تـصـويـره للمقاطع خــالل رحـلـة الـحـج هـي مـن بــاب إشراك متابعيه فــي كــل خــطــواتــه، وهـــو أمـــر اعــتــاد عـلـيـه، فاألجهزة والـــبـــرامـــج الــحــديــثــة أتـــاحـــت لــكــل شــخــص أن يــبــث بالصوت والـصـورة تفاصيل يومياته، ومنها أداء الشعائر، ليتابعها معجبوه، وفي رأيه أن رحلة الحج ليست شخصية، فاملاليني بإمكانهم متابعة تفاصيلها عبر منصات التواصل، خصوصا أن السيلفي أصبح من الطقوس اليومية التي يحرص عليها العديد من الحجاج، على جبل عرفات أو منى أو أثناء الطواف حـول الكعبة، ما يعني أنـه ال ضير أن أوثــق لحظاتي وأبثها ألصــدقــائــي. وعـلـى النقيض يتهم أســامــة الـرحـيـلـي أصحاب سـيـلـفـي فـــي الــحــج بــااللــتــهــاء بـغـيـر الـــعـــبـــادة، واصـــفـــا إياهم باملهايطني، خصوصا من يصور كل صغيرة وكبيرة، ويشغل نفسه خالل أيام الحج بالتصوير، بزغم أنها للذكرى، رافضا هـذه األعـــذار، قـائـال: شـاهـدت مـن يطلب مـن مرافقيه تصويره وهـو يرمي، وآخــر وهـو يلتقط الحصوات أو يبكي أو يدعو، فكيف يمكن أن أسـمـي هــذه األفــعــال توثيقا، والحقيقة أنها هـــيـــاط، الســيــمــا إذا فـعـلـهـا املــشــاهــيــر. يــوافــقــه الـــــرأي الحاج مصطفى دمــنــهــوري، قــائــال: على الــحــاج أن يـنـأى بنفسه عن استخدام وسائل التواصل االجتماعي خالل أداء الشعائر، وال يلجأ إليها إال للضرورة، وعليه أن ينشغل باألمر العظيم الذي جـاء مـن أجـلـه، وهـو أداء النسك الــذي يسبغ على املــرء الراحة النفسية والطمأنينة، واليقني بأن اجتهاده في العمل سيعيده إلى بالده مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه.